يرى عدد من المدربين الوطنيين والمحللين الرياضيين ان فترة التوقف الحالية شر لا بد منه أمام مشاركة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية برغم تأثيرها على مسيرة المنافسات المحلية سواء للمتابعين أو اللاعبين الذين تسهم بابتعادهم عن الأجواء التنافسية وهذا ما اجبر غالبية الفرق على إقامة معسكرات داخلية وخارجية ولعب عدد من المباريات لحفظ رتم فرقها والبقاء في الأجواء التنافسية بما يحقق لها الاستمرارية في العطاء وتقدمه في المنافسات القادمة. إذ يؤكد ضيوف «عكاظ» على أهمية دور الأجهزة الفنية وهي المعنية بالدرجة الأولى في الاستفادة من هذه الفترة من خلال قدرتها على رسم البرمجة المحققة لأهداف الفرق وجماهيرها وخاصة على مستوى الفرق المتنافسة على الألقاب المحلية. كيال: مفيدة للاتحاد والنصر بداية يرى الناقد والمحلل الرياضي طارق كيال ضرورة بعض التوقفات التي لا بد منها لظروف معينة تمر على الساحة فيما يؤكد على أهمية وضع البرمجة التي تتناسب مع كل فترة توقف ومنها هذه الفترة التي زاد تأجيل لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب الفلسطيني من إرباك الخطط الموضوعة من المسؤولين عن تخطيط مسيرة الدوري وكذلك القائمين على الأندية السعودية «ما حدث في الفترة السابقة من تأجيل كان يصب في مصلحة المنتخب السعودي لمشاركته في تصفيات القارة الآسيوية ولكن ما حدث من تأجيل لمباراة المنتخب الفلسطيني زاد من إرباك مسيرة الدوري ما قد يضع لجنة المسابقات في حرج كبير برغم عدم تحملها تبعات هذا التأجيل الذي يفترض ان تسعى الفرق المشاركة وخاصة الكبيرة منها في استثماره الاستثمار الأمثل بما يعود عليها وعلى لاعبيها بالفائدة من هذه الفترة من خلال رفع وتيرة الاستعداد للفترة القادمة وخاصة للفرق المتنافسة في ظل تكامل الصفوف بعد عودة لاعبي المنتخب واتساع الوقت أمام الأجهزة الفنية والطبية لعلاج النواقص التي مرت على هذه الفرق في الفترة السابقة». وأكد ان التخطيط السليم والروية الشاملة من القائمين على الفرق ستحقق الاستفادة القصوى من هذه الفترة وخاصة للفرق المتنافسة والتي لم تكن بدايتها مرضية لطموحات عشاقها مثل فريقي النصر والاتحاد التي لم تكن انطلاقتهما مرضية لعشاقهما. الاحمدي: الضغوط على حامل اللقب فيما يؤكد المدرب الوطني بندر الأحمدي على ضرر فترة التوقف وعدم خدمتها لمسيرة الدوري ولكن قد تجبر فترات على تحمل تبعات هذا التوقف الذي يجب على الفرق دون استثناء العمل على الاستفادة القصوى منه «لا تغني استعدادات الأندية خلال فترة التوقف عن استمرار المنافسات في الدوري بيد ان الظروف قد تكون أقوى من مواصلة منافسات الدوري العام ما يتسبب في فترات التوقف التي تعد مضرة للفرق والتي تسعى للاستفادة منه بإقامة معسكرات والتي تعد الفرق الكبيرة هي المستفيد الاول منها بحكم إمكاناتها المادية بعكس الفرق الأقل والتي لا تستفيد سوى استمرار تدريباتها». ويضيف «بالعودة إلى الفرق الكبيرة فإن فريقي النصر والاتحاد هما أكثر حاجة لهذه الفترة لترتيب أوضاعهما ودمج اللاعبين الجدد فيهما مع المجموعة وان كانت الضغوط في ذلك تقع على حامل اللقب فريق النصر أكثر منها في الفريق الاتحادي الذي أتوقع الا يذهب بعيدا خلال استمرار المنافسة برغم خوضه لعدد من المباريات خلال هذه الفترة والتي لم يظهر من خلالها بمستوى يطمئن عشاقه، فيما كانت هذه الفترة استمرارا للفريق الهلالي على استعداداته وتطلعاته في المنافسات الآسيوية ما أدى لثبات مسيرته الفنية طوال الفترة السابقة وربما ان أكثر المتضررين هو الفريق الأهلاوي الذي كان يسير بشكل جيد والتي قد تؤثر فترة التوقف على مسيرته». وعرج الأحمدي في حديثه على فريق الشباب الذي حيث قال «واصل الفريق الشبابي عمله في صمت وبعيدا عن الضوضاء ما يرشحه ليكون حصان الدوري القادم». الدبيخي: مفيدة هنا ومضرة هناك من جانبه، يؤكد الناقد والمحلل الرياضي حمد الدبيخي ان فترات التوقف مزعجة لمن يتابع الدوري وتفقده لذة المتابعة فما بال اللاعب والمسؤول وكل منتم للوسط الرياضي وهذه الآفة عجزنا طوال المواسم السابقة عن إيجاد حلول لها وكان ذلك بسبب خلل من داخل مؤسساتنا أو من ظروف المشاركات التي تتوجب علينا التوقف من خلالها «ربما ان فترة التوقف تكون مفيدة للبعض ومضرة للبعض الآخر وتتوقف هذه الفائدة على عدد اللاعبين المشاركين من الفرق في المنتخب ومشاركتهم كأساسيين في مبارياته وخاصة من قبل الأندية المتنافسة بما يحفظ لها البقاء في دائرة المنافسات بمحافظة لاعبيها على الأجواء التنافسية بعكس اللاعبين الاحتياطيين أو المبعدين عن التشكيلة والتي ستسهم بشكل أو بآخر بقلة ظهورهم لابتعادهم عن رتم المباريات ليأتي تأجيل لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب الفلسطيني كحمل آخر يزيد من معاناة هذه الفرق وغيرها من فترة التوقف التي يجب ان تستثمر من الأجهزة الفنية استثمارا مثاليا يحقق لها الفائدة من هذه الفترة الحرجة التي عادة ما تكون مضرة للفرق المنطلقة في المنافسة على العكس من الفرق المتعثرة التي قد تجد فيها فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف». الجعيثن: شر لابد منه ويقول المدرب الوطني بندر الجعيثن «غالبا ما تقف الظروف حائلا بين الواقع وبين ما نتمناه من استمرار المنافسات في المسابقات المحلية، فالمصلحة الأولى تظل مرتبطة بالمنتخب ومشاركاته التي يتوجب على الجميع الوقوف معها ودعمها ليحقق ما نصبوا إليه فلذا تظهر هذه التوقفات كضرورة ملحة أمام الجميع». واستطرد «نحن نعيش عصر احتراف واللاعب المحترف يجب ان يضع نفسه تحت كل الظروف وفترة التوقف الإجبارية التي نمر بها تخدم الجميع بما فيها الفرق المشاركة باختلاف طموحاتها متى ما قامت الأجهزة الفنية بالعناية بالبرامج المعدة من قبلها وهذا ما سعت اغلبها إلى تحقيقه باستثمار ذلك التوقف بإقامة المعسكرات سواء الداخلية أو الخارجية منها ولعب مباريات تجريبية والسعي لمعالجة نواحي القصور فيها بما يحقق لها المطلوب منها في قادم المنافسات التي تنتظر الفرق وخاصة الأربعة المتنافسة على الدوري من خلال دمج الوجوه الجديدة في صفوفها والعمل على النهوض من الكبوة التي مرت بها». الشريدة: إعادة ترتيب الأوضاع من جهته، يؤكد المحلل والناقد الرياضي عبدالله الشريدة ان استفادة الفرق من هذه الفترة تبدو مختلفة وخاصة على مستوى الفرق المرشحة للدخول الفعلي في المنافسة على البطولة ويظهر ذلك جليا في إقامة المعسكرات الخارجية أو الداخلية والتي تخللها لعب عدد من المباريات الودية التي ستسهم في بقاء اللاعبين في رتم المنافسات كما ستمنح الفرصة للأجهزة الفنية في اكتشاف بعض الأسماء ومعالجة الأخطاء التي مرت بها هذه الفرق خلال الفترة السابقة وخاصة في ظل العودة المتوقعة للاعبي المنتخب واتساع الوقت أمام تلك الأجهزة بعد تأجيل لقاء الأخضر مع المنتخب الفلسطيني ما ينبئ بقوة المنافسات القادمة وقدرة الفرق المتنافسة على الاستمرار في توهجها وقوة مستوياتها وخاصة لفريقي النصر والاتحاد اللذان كانا بحاجة لهذه الفترة لإعادة ترتيب أوضاعهما الفنية التي لم تكن كما يجب في الفترة السابقة. العنزي: البرامج هي من يحدد ويختتم المدرب الوطني نايف العنزي الحديث بأن توقف المنافسات شر لا بد منه فارتباط المنتخب السعودي بمشاركات هامة يفرض ذلك «قد يتفق الغالبية على تأثير هذه التوقفات على مستوى الأداء العام للفرق ولكن الأمر في النهاية مرتبط بمشاركات المنتخب الذي يمثله عدد من لاعبي تلك الفرق المتنافسة ما يفرض توقف المنافسات حتى لا تكون هي المتضرر الأكبر من هذه المشاركات». ويضيف «تتوقف الاستفادة من فترات التوقف على البرامج المعدة مسبقا من الأجهزة الفنية لهذه الفرق والتي تسهم في نيل الاستفادة القصوى منها سواء في إعداد الاستراتيجيات التي تسهم في الارتقاء بمستوى الفريق من خلال خوض مقابلات ودية تبقي اللاعبين في أجواء المنافسة أو على مستوى الأجهزة الطبية التي سيكون أمامها وقت كاف لمعالجة الإصابات التي يعاني منها بعض اللاعبين ولهذا فإن تأثير هذه الفترة ايجابيا سيكون أكثر من تأثيره السلبي على المستوى العام للانطلاقة القادم وخاصة على مستوى الفرق المتنافسة والباحثة عن تحقيق اللقب».
