أثبتت الأحداث الأخيرة في محيطنا المحلي والإقليمي بأن الفكر الإرهابي لم يجد وسيلة يستطيع بها اختراق المجتمعات وبث توجهاته البغيضة والعدوانية فيها، أجدى وأكثر سهولة من اختراق شريحة المراهقين والشباب الذين ما زالوا في طور التكوين، مستغلين في سبيل تحقيق ذلك كل ما يتوقع وما لا يتوقع من وسائل إلى حد استلاب وعيهم وتفخيخ عقولهم وجعلهم مستعدين لتنفيذ أي فعل إجرامي ولو كان قتل ونحر أقربائهم. لذلك تبدو خطوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني مهمة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والعمل الفوري على صياغة خطة وطنية متكاملة لمواجهة الغلو والتطرف والانحراف الفكري من خلال العمل الجاد والخلاق في رسم استراتيجية وطنية واضحة محددة المعالم لمواجهة الطرق والأساليب الجديدة للفكر المتطرف. ومما يجعل الموضوع أكثر أهمية وفعالية هو تنبه المركز لخطورة (المنهج الخفي) الذي يعتبر من أبرز الأسباب في استمالة الشباب نحو التطرف من خلال استخدام التقنية الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي كبديل غير خاضع للرقابة، بل لم يتوقف الموضوع عند هذا الحد إذ تطور إلى حد استخدام مواقع الألعاب الإلكترونية والمواقع الإباحية التي بدت للإرهابيين بوابة سريعة للوصول إلى الشريحة المستهدفة من الشباب. هذه الخطوة التي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والتي نأمل أن ترى النور سريعا هي الخطوة المنتظرة لتحصين جيل المستقبل من المنهج الخفي.