حادثة القبض على المقيم السوري، الذي حول بيتا سكنيا في أحد أحياء الرياض إلى معمل لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، كان لها وقع قاس على الناس، أصابت سكان الحي بالرعب الحقيقي والدهشة معا، فهم لا يكادون يصدقون أنهم كانوا ينامون والمتفجرات تطوقهم!! اعتدنا في كل مرة يكتشف فيها وكر للإرهابيين ويقبض على جماعة منهم، أن نلقي اللوم على الفكر الديني المتشدد، والقول بأن أولئك الإرهابيين تعرضوا لغسل أدمغتهم بأفكار ضالة جعلتهم يخوضون غمار الجريمة ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا. لا أدري لم هذه المرة، يعتريني شك أن يكون الدافع إلى إنشاء هذا المصنع دافعا فكريا من أي نوع كان، يصعب علي أن أصدق هذا!! يصعب علي أن أصدق أن هذا المقيم كان يمارس ذلك الفعل الإجرامي انطلاقا من اعتناقه لفكر ديني متشدد كما اعتاد أن يفعل أتباع داعش الذين يمارسون جرائم القتل والتفجير الإرهابية متوهمين أنهم يقتلون أعداء الله. ما يقرب إلى ظني أن ذلك الرجل كان يمارس فعله ذاك طمعا في الكسب المادي ليس إلا، بعيدا عن أي فكر عقائدي من أي شكل، وربما كان ما يدره عليه عمله في هذا المصنع من المال يفوق أضعاف أضعاف ما يكسبه من وظيفته الرسمية التي يعمل بها. إن صدق ظني هذا، فهذه مصيبة، أن يتحول العمل في الإرهاب إلى تجارة تجذب إليها السفلة من الطماعين! وأيضا تلك المرأة الفلبينية التي ضبطت تقيم معه إقامة غير نظامية وكانت تساعده في أعماله التصنيعية بما في ذلك خياطة الأحزمة الناسفة، ما الذي يجعلها تفعل ذلك، لو لم يكن هناك ما يغريها من كسب مادي كبير لا يقارن بما كانت تحصل عليه من عملها لدى كفيلها الذي هربت منه؟! وهذه قضية أخرى تستدعي الاهتمام، كيف يمكن سد الطريق على العاملين والعاملات الهاربين من كفلائهم حتى لا ينطلقوا في إشاعة الخراب في البلاد، فهؤلاء الهاربون كثيرا ما يضبطون يمارسون أعمالا تضر بالمجتمع سواء في صناعة الخمور أو البغاء أو غيرها من أنواع الفساد، وها هم الآن يبدأون مشروعهم الجديد في العمل مع الإرهابيين. إن هذه القضية لم تعد قضية كفيل هربت منه خادمته أو صاحب عمل هرب منه عامله، القضية الآن باتت قضية أمن بلد بأكمله.