أقدمت جامعة أم القرى وإدارة التعليم بمكةالمكرمة قبيل دخول شهر ذي الحجة لعام 1436ه على خطوة إدارية وجدت صداها الطيب داخل المجتمع المكي، وذلك عندما علقتا الدراسة في الجامعة والمدارس قبل أسبوع من الموعد المحدد لبداية عطلة عيد الأضحى المبارك! وهذه الخطوة التي طالما نادى بها المجتمع المكي في مجالسه وعن طريق المقالات الصحفية هي خطوة مبررة لأن العاصمة المقدسة تشهد ضغطا مروريا في الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة من كل عام وهو ضغط ترتفع وتيرته مع دخول أول أيام شهر ذي الحجة حتى اليوم العشرين منه على أقل تقدير، وتكون سيارات نقل الحجاج وناقلات الخدمات من شاحنات وغيرها بالآلاف فإذا تزاحمت مع سيارات الطلاب في الجامعة وفي مراحل التعليم العام فإن الشوارع قد تشهد انسدادا في الحركة، وقد أخبرني مسؤول في الجامعة أن نحو ثمانين ألف سيارة هي مجموع السيارات الخاصة بطلاب الجامعة في مقرها بالعابدية وسيارات أولياء أمور الطالبات في فرع الجامعة بالزاهر وفي أنحاء أخرى من أم القرى، هذا العدد الهائل من السيارات يستخدم الطرق نفسها التي تسلكها حافلات الحجاج وسيارات الخدمات وتعليق الدراسة يعني توقف حركة تلك السيارات وإخلاء الشوارع لحافلات الحجاج وللسيارات العاملة في خدمة ضيوف الرحمن فإذا أضيف إلى العدد المذكور السيارات الخاصة التي تنقل طلاب مراحل التعليم العام فإن عدد السيارات التي أراحها تعليق الدراسة سوف يتضاعف! إن أي موظف يعمل في مكةالمكرمة يمكنه ملاحظة أن عدد السيارات التي تسير في الشوارع عند مغادرته منزله إلى عمله صباحا تنخفض بشكل حاد في أيام العطل وكذلك الأمر بعد الظهر لأن سيارات الطلاب تتوقف عن الحركة أو تخف في بداية ونهاية الدوام من كل يوم عطلة ولذلك فإن تعليق الدراسة في مكةالمكرمة في الأسبوع الأخير من شهر ذي القعدة من كل عام نهج صالح يمكن لوزارة التعليم تبنيه وجعله رسميا في الجدول الدراسي لمكةالمكرمة تقديرا لظروف الحج والحجاج، ومع العلم أن الأيام التي ستعلق فيها الدراسة هي بضعة أيام فقط ولكن أثرها الإيجابي واضح.