بكلمات تخنقها العبرات روى ل«عكاظ» عدد من ذوي المفقودين مدى المعاناة التي يعيشونها وذوويهم في بلدانهم، في ظل عدم معرفتهم بالمصير الذي انتهي إليه مفقودوهم حتى الآن ورحلة البحث المضنية يوميا بين المستشفيات في مكةوجدة والطائف على أمل أن يضعوا حدا لهذه المعاناة أيا كان المصير، مؤكدين أن ما حدث قضاء وقدر ولا راد لقضاء الله إلا هو. عماد عوض العبيد أفاد أن ابنة عمه السنه عبدالباقي البشير انقطع الاتصال بها منذ يوم العيد بعد حادثة التدافع التي شهدها الشارع 204 بمشعر منى. وقال ل«عكاظ» التي التقته في مجمع الطوارئ بالمعيصم: «قدمت من المنطقة الشرقية حيث أعمل هناك للبحث عن ابنة عمي (60 عاما) والتي فقدت مع ثلاث نساء أخريات قدمن للحج ضمن البعثة السودانية»، مشيرا إلى أنهم بحثوا عنها بين المصابين المنومين في المستشفيات ولم يجدوا لها أثرا حتى الآن. بدوره يقول يوسف أحمد محمد (سوداني): «فقدت خالتي ووالدة زوجتي زينب يوسف الجابر بعد خروجها لرمي الجمرة الكبرى يوم عيد الأضحى ولم تعد إلى المخيم، فيما نجا زوجها من الحادثة بعد أن قام بتوكيل حاج آخر نظرا لكبر سنه». وأضاف: «مازلت أنا وخمسة من أقاربي المقيمين في مكةالمكرمة نواصل البحث عنها لمعرفة مصيرها»، مشيرا إلى أن خالته سبق أن أدت العمرة وشعيرة الحج قبل عدة سنوات وكانت سعيدة بوصولها إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك الحج لهذا العام، ولافتا إلى أنهم سوف يقومون بدفنها في مكةالمكرمة في حالة العثور عليها متوفاة. وأبان أن الحاج السوداني عند مغادرته السودان يقوم بسداد جميع ديونه ويتسامح مع جيرانه وأقاربه. وقال إن الجهات المختصة بالمملكة قدمت كل التسهيلات لهم للبحث في المستشفيات بما في ذلك مجمع الطوارئ بالمعيصم والذي يحتضن جثامين المتوفين. .. ومات شقيقي من جهته قال نعيم الله باكستاني الجنسية: «كنت متواجدا أنا وشقيقي شير محمد وقت الحادثة وكانت أعداد الحجاج في الشارع كبيرة جدا وحصل توقف في حركة المشاة ومع اشتداد حرارة الجو حدث التساقط بين الحجاج»، مشيرا إلى أنه بعد نصف ساعة فوجئ بوجوده بعيدا عن موقع السقوط بدون أن يعلم وشقيقه بين الحياة والموت، لافتا إلى أنه حاول إنقاذ شقيقه ولكنه لفظ أنفاسه بين يديه. وأضاف قائلا: قدم أخي (37 عاما) من مدينة الرياض التي عاد إليها قبل ستة أشهر بعد زيارة لأسرته، وقد تعرفت على جثته وأنهيت كافة الإجراءات الرسمية لنقل الجثمان إلى باكستان لدفنه هناك، وأحمد الله أنه وقف بعرفة مع جموع الحجيج ومات وهو بلباس الإحرام وفي أشرف بقاع الأرض مكةالمكرمة. وأبان أن أسرته سوف تقوم بوضع إعلان عند تحديد وصول الجثمان لإعلام كافة أقاربه للحضور ومشاهدته وأداء صلاة الجنازة عليه قبل دفنه، موضحا أن نقله إلى باكستان لكي يتأكد الجميع من وفاته وخاصة أبناءه الأربعة وزوجته. أبحث عن أمي أما علي شاه فلا يزال يبحث عن أمه (60 عاما) التي فقدت منذ وقوع حادثة التدافع، فيما توجه جميع الحجاج الذين قدموا معها للحج إلى المدينةالمنورة لزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، بينما لايزال هو متواجدا في مكةالمكرمة لمعرفة مصير والدته. يذكر أن الجهات الأمنية خصصت عدة لجان في مركز الإيواء بالمعيصم المقابل لمجمع الطوارئ لتسجيل أسماء المفقودين في الحادثة وكذلك أسماء وأرقام هواتف أقاربهم للتواصل معهم في حالة العثور على الشخص المفقود سواء أكان متوفى أو منوما في أحد المستشفيات، وذلك للتسهيل عليهم وعدم تكليفهم عناء البحث الشخصي في المستشفيات التي لاتزال تحتضن المصابين منذ وقوع الحادثة. كما تم توفير أماكن مخصصة لأسر الضحايا في المركز وتأمين الوجبات الغذائية والمياه لهم.