أكد وزير الخارجية عادل الجبير أن لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي باراك أوباما كان إيجابيا ومثمرا، تم فيه تبادل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال الجبير في مؤتمر صحفي في واشنطن، أمس، إن الملك سلمان والرئيس أوباما ناقشا عددا من القضايا وفي مقدمتها الاتفاق النووي الإيراني، مشيرا إلى أن الرئيس أوباما أكد خلال اللقاء أنه سيمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي وأن العقوبات ستعود في الوقت الذي تخترق فيه إيران الاتفاق، مشيرا إلى أن تأكيد الرئيس أوباما بعث الارتياح لدى المملكة. وأعرب الجبير عن أمله أن يكون هذا الاتفاق مدخلا لتغيير سياساتها في المنطقة، لافتا إلى أن إيران هي دائما من تعتدي على العرب وتتدخل في الشؤون العربية. وأوضح أن المحادثات ركزت على شراكة استراتيجية جديدة ورفعها إلى مستوى جديد في القرن الواحد والعشرين، إذ إن الملك سلمان وجه ولي ولي العهد وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في إطار تعزيز العلاقات السعودية الأمريكية، لإحاطة الرئيس أوباما علما برؤيتنا لهذه الشراكة الاستراتيجية، كما وجه الملك المسؤولين بوضع آليات لتعزيز هذه الشراكة. ولفت الجبير إلى أن المباحثات شملت التعاون العسكري بين البلدين وسبل تعزيزه، فضلا عن تسليم المملكة أنظمة دفاعية متطورة، والتعاون في ما يتعلق بالأمن الالكتروني والدفاع الصاروخي، كما شملت المباحثات توسيع التحالف الدولي ضد الإرهاب. وأضاف أن المباحثات ركزت على الوضع اليمني، إذ أكد كل من خادم الحرمين والرئيس الأمريكي على الحل السياسي للأزمة اليمنية وفق القرار الأممي 2216 والمبادرة الخليجية، متفقين على العمل من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني في المجال الإنساني، وفي هذا الإطار أكد خادم الحرمين التزام المملكة بتقديم المساعدات الإنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة. كما تم الحديث بين الزعيمين عن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والحاجة إلى إعادة عملية السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا لمبادرة السلام العربية 2002، والعمل على حل الدولتين ليكون هناك دولتان تعيشان جنبا إلى جنب. وحول الأوضاع في سوريا، أشار وزير الخارجية إلى أن الملك سلمان والرئيس أوباما، اتفقا على ضروة الحل السياسي للأزمة السورية بما جاء في بيان «جنيف1» القائم على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات واسعة بدون مشاركة لبشار الأسد الذي فقد كل الشرعية في حكم سوريا. ولفت إلى أن المباحثات شملت أيضا الحديث عن الوضع في العراق وعن الإصلاحات السياسية التي بدأت الصيف الماضي، باتجاه تشكيل حكومة عراقية وطنية شاملة، ونأمل أن يكون ذلك يعزز الوحدة الوطنية والانسجام في الداخل العراقي من أجل مواجهة الإرهاب. وأضاف أن المباحثات ركزت على الوضع في لبنان، إذ أكد الزعيمان دعمهما للبنان ودعوة الأحزاب اللبنانية لتجاوز خلافتها الطائفية وانتخاب الرئيس، ليسمح بمواجهة الأزمة الحالية وتجاوزها. وردا على سؤال في المؤتمر الصحفي حول وجود قوات روسية على الأراضي السورية، قال الجبير إننا اطلعنا على تقارير تفيد بهذا الأمر لكن لن نعلق على قضايا ليست مؤكدة، وفي كل الأحوال إن صح ذلك فإننا نرى أنه تطور خطير في الأراضي السورية.