قريباً من مجسم مشروع قطار الرياض الذي ينتصب في مقر مهرجان «حكايا»، يعبر الأطفال برسوماتهم عن أمنياتهم بالانتهاء من مشروع قطار الرياض بسرعة، لأنهم يفضلونه على السيارات التي تسبب الزحام وتزعج البيئة بحسب تعبيرهم. يارا الشمراني التي حضرت مع زميلاتها بدت مسرورة جداً بزيارة المهرجان ورسم قطار الرياض وتلوينه: «أكثر ما أعجبني فيه الرسم، وأتمنى أن أتعلم الرسم بشكل جميل، وأن أركب قطاراً مثل قطار لندن الذي ركبته عندما كنت هناك لأنه جميل جداً، وأفضل من السيارات التي تسبب الزحام». صديقتها الرسامة الصغيرة جود فهد، أشارت إلى أنها حرصت على تعلم رسم الشخصيات الكرتونية المفضلة لها، وكتابة التعليقات الطريفة عليها. وكما هو الحال مع يارا فإن قطار الرياض أيضاً حصل على جزء كبير من وقت جود: «رغبت رسم القطار والاحتفاظ بصورته ذكرى لدي لأنه سيكون مميزاً في المستقبل». أما لورا الدوسري فإن أكثر ما أعجبها في المعرض هو قراءة القصص المرسومة على الجدران، وهو ما جعلها تتحمس لتقليد بعض القصص وكتابتها. وتتمنى لورا ألا تركب السيارات بعد الانتهاء من القطار، لأنها تعاني حالياً من زحام الطريق عندما تذهب للمدرسة. وتطمح الطفلة دانة المزروع لتعلم كيفية تأليف القصص بعد أن قرأت العديد منها في المهرجان. وتتمنى أن ينتهي مشروع قطار الرياض بسرعة، لكي تكون الرياض مشهورة في العالم وجميلة. وعلى ذات النحو وجدت سحر وآية اللتان زارتا مهرجان حكايا أمس، ضالتهما في ركن «ننتج»، بعد بحث عما يضعهما على الطريق الصحيح لإنتاج الأفلام الكرتونية المتحركة، فالإمكانيات التي وفرها المهرجان الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، جعلت من ركن «ننتج» مكاناً ملهماً يتيح للزوار التدريب على الإنتاج الكرتوني على يد متخصصين من أهم الشركات العاملة في هذا المجال. اهتمام سحر بالأفلام الكرتونية بدأ منذ وقت مبكر، ودفعها ذلك لدخول القسم الفني في دراستها الجامعية، والبحث الدائم عن دروس منشورة عبر الإنترنت وكتب مختصة بالرسم والإنتاج حتى سمعت بالمهرجان عبر «تويتر» ما فتح لها نافذة لطالما بحثت عنها على حد قولها، وتابعت: «حرصت على التسجيل والحضور إلى ركن الإنتاج وكلي أمل أن أحصل على محتوى حقيقي ومتين في التدريب، وتفاجأت بأن المكان مهيأ بصورة متكاملة بالأجهزة والبرامج الخاصة بتعليم الإنتاج رغم مجانية التدريب»، مشيرة إلى أنها ستسعى إلى الحضور يومياً للاستفادة من التدريب الذي وصفته بالنادر في مجاله. ورغم أن المشاهد الكرتونية تمر بسلاسة أمام أعين المتلقين إلا أن كواليسها حافلة بالصعوبات بحسب وصف آية المهتمة بالتصميم والجرافكس: «توقعت أن يكون إنتاج الأفلام الكرتونية أكثر بساطة من النبذة التي تعرفت عليها في هذا الركن، وأعتقد أن العمل في هذا المجال جاذب جداً خصوصاً للفتيات لأنه مجال جديد ومغاير للمعتاد ويمكن المرأة من العمل عن بعد أو العمل في بيئة مستقرة بعيدة عن التنقلات». المدربة روان حماد القادمة من شركة «سكتش آند إموشن» بالأردن، ذكرت أن إقبال الفتيات على التدريب الاحترافي في مجال الرسوم المتحركة كبير، خصوصاً لمن هن في مرحلة العشرينات، عازية ذلك إلى كثرة الطلب على هذه الفنون الإبداعية خصوصاً في تطبيقات الهواتف النقالة. يذكر أن مهرجان «حكايا» الذي تنظمه الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض يفتتح أبوابه للزائرين على فترتين، الأولى من 8 صباحاً حتى 12 ظهراً، والثانية من 4 عصراً حتى 11 مساء.