للزميل العزيز والكاتب الأثير عيسى الحليان عادة مقالان سنويان ينتقد فيهما طول الإجازة المدرسية الصيفية، قبل وبعد الإجازة، وفي كل مرة يطالب بتقليص الإجازة وزيادة عدد الأيام الدراسية، أمس كان موعدنا مع أحد المقالين السنويين! ذكر الأستاذ الحليان في مقاله نقلا عن مقال للعزيز فهد الأحمدي أن عدد أيام الدراسة السعودية تبلغ 159 يوما بينما تبلغ 242 يوما في اليابان و241 يوما في الصين، لكن بالرجوع إلى التقويم الدراسي الرسمي لوزارة التعليم السعودية وجدت أن عامنا الدراسي الحالي يبلغ 259 يوما، ومع عدم احتساب أيام نهاية الأسبوع التي لا تخلو من دراسة منزلية لحل الواجبات وتحضير الدروس تبلغ 185 يوما! أيضا ليس صحيحا ما ذكره عن أن إجازتنا الصيفية المدرسية الأخيرة قاربت الأربعة أشهر، فبالنسبة للطلاب بلغت شهرين و19 يوما، وبالنسبة للمعلمين والإداريين بلغت شهرا و28 يوما، باستثناء معلمي الصفوف الابتدائية الذين كسبوا أسبوعين زيادة عن زملائهم! إذن الأرقام المطروحة لتعزيز المطالب بتقليص الإجازة المدرسية وزيادة المدة الدراسية غير دقيقة، وإذا كان هناك من نقد لظاهرة الغياب وعدم فاعلية الأيام الدراسية فهذه مسألة أخرى تطرح خارج إطار تحديد عدد الأيام الدراسية أو مدة الإجازة المدرسية، فالمسألة ليست بالكم بل بالكيف! برأيي أن ما هو أهم من المطالبة بزيادة عدد أيام الدراسة أو تقليص أيام الإجازة هو المطالبة بتطوير التعليم ووسائله لتكون الأيام المدرسية أكثر فاعلية وإنتاجية بدلا من حسد طلابنا ومعلمينا على أيام إجازاتهم!