حركة السير في الشوارع الداخلية في المدن والطرقات السريعة في إطارها أو خارجها، من أكثر المواقع ضجيجا في المملكة؛ لأن وسيلة الانتقال داخل المدن أو فيما بينها من أنماط الحراك الاجتماعي والاقتصادي اليومي الذي لا يتوقف. يأتي ذلك في وقت لم تكتمل فيه البنية الأساسية لمشروعات القطارات بين المدن، إلا القطار القائم بين العاصمة الرياض والمنطقة الشرقية، وأيضا عدم اكتمال مشروعات المترو الداخلية في المدن ومشروعات النقل العام إلا المتاح من الحافلات التقليدية للأهالي وشركة «سابتكو»، حيث تحتاج أي أسرة إلى سيارة واحدة على الأقل للتنقل تكون بيد رب الأسرة أو سائق أو أي فرد آخر من أفرادها. لهذا كان طبيعيا أن تكون في العديد من منازل الأسر أكثر من سيارة لها احتياجها الأساسي. ولعل كل ذلك، أفرز عن زيادة حركة المرور في الشوارع السعودية المختلفة، وكل ذلك يعطي أهمية لإدارة المرور من بين الإدارات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية؛ لارتباطها بأمور كثيرة تهم سلامة قائد المركبة والسير في شوارع تعج بأنواع مختلفة وصنوف متعددة من أمزجة قائدي المركبة واحتياجاتهم وظروفهم المختلفة، إضافة إلى مسؤوليتها المباشرة في رصد المخالفات وتجديد رخص القيادة ورخصة السير، زائدا نقل الملكية وأمور كثيرة في نفس السياق، إلى جانب مسؤولية هذه الإدارة عن معالجة أوضاع حوادث السير في الطرق المختلفة، سواء داخل أو خارج المدن. معاملات «تم» في السنوات العشر الأخيرة، تحسن أداء هذا الجهاز الحيوي بشكل واضح جدا، بعد اهتمام الدولة به ودعمه بكل الوسائل، التي جعلت من إنجاز المعاملات داخله سهلة جدا، حيث تتم بكل يسر وسهولة عبر نظام إلكتروني تقني عالي المستوي هو نظام «تم»، الذي بات يخفف كثيرا على إدارات المرور في المناطق والمحافظات كثيرا، ويتيح لوكلاء السيارات ومعارض السيارات إنهاء كافة المعاملات دون الحاجة لزيارة إدارة المرور، إضافة إلى الخدمات التي يقدمها نظام أبشر الإلكتروني الذي بدأت إدارات المرور في أنحاء المملكة تطبيقه ولقي تقبلا وارتياحا كبيرا من الأفراد وشركات ومعارض السيارات. مواجهة بين «المرور» والمواطن ولأهمية الأدوار المناطة بإدارة المرور، قامت «عكاظ» بزيارة لإدارة المرور في منطقة القصيم بمدينة بريدة، وطلبت من مدير عام إدارة المرور هناك العميد عبدالله بن صالح السحيباني، مواجهة بعض المواطنين المراجعين في شعبة السير، التي تقدم خدمات تجديد رخص السير ونقل الملكية، وكل ما يهم قائد المركبة. وتمت المواجهة بالفعل، وجاءت حضور عدد من المواطنيين، بعد أن رصدت «عكاظ» معاناتهم واستمعت إلى مشاكلهم، وفي المقابل تم تجاوب مدير إدارة المرور العميد السحيباني، وتم حل جميع الإشكالات التي تواجه الموطنين والمقيمين المراجعين لشعبة السير. تطور خدمات المرور المواطن خالد صالح الدخيل أشاد كثيرا بخدمات المرور، مشيرا إلى أنها تطورت كثيرا في السنوات الماضية. وقال الدخيل: «لم نعد نستعمل الورق كما كان يحدث من قبل، كل التعاملات باتت إلكترونية، نحضر هنا فقط لاستلام المعاملة، حيث لا يتجاوز إنجازها هنا دقيقتين فقط، وهو وقت قياسي بطبيعة الحال. وقلما تجد مشاكل هنا؛ فالأنظمة الإلكترونية الجديدة أبشر وتم حل كثير من المشاكل السابقة، وتلافي سلبيات الماضي. تخيل كنا نحتاج إلى ثلاثة وأربع أيام لتجديد الرخصة أو نقل الملكية.. لكن مع ذلك ننتظر مزيدا من التطوير والاهتمام». شرح للتسديد واعترف المواطن صالح السالم أنه يجهل التعامل مع الأنظمة الإلكترونية، وقال: «حضرت هنا لتجديد رخصة السير الخاصة، لكني أجهل التعامل مع الأنظمة الإلكترونية الجديدة، فتم الطلب مني التسديد إلكترونيا عن طريق الصراف الآلي للبنك». وهنا تفضل مدير إدارة مرور القصيم العميد عبدالله السحيباني بشرح النظام للمواطن، وأكد أن هناك برامج توعوية موجودة لشرح الأنظمة الإلكترونية، التي أصبح التعامل معها سهل للغاية. تفاعل وطلبات صغيرة بعد ذلك، تم الانتقال إلى كاونتر الاستقبال الخاص بالاستفسارات، ولم يبد المراجعون أي تذمر، وأكدوا ارتفاع مستوى الخدمات في إدارة المرور. إلا أن المواطن عبدالعزيز الشدوخي، الذي امتدح تطور المرور تطور عن السابق بفضل النظام الإلكتروني وربط أجهزة الدولة، قال إن كاونتر الاستقبال يحتاج أن يكون في مكان بعيد عن البوابة الرئيسية، وتفاعل مدير إدارة المرور العميد السحيباني، وأكد أن الموضوع سيتم وضعه بعين الاعتبار، لتكون الخدمات داخل مقر إدارة المرور مكتملة ومريحه لكافة المواطنين. وفي نفس السياق، أشاد خالد الحيدر بالتعامل الراقي من مدير إدارة المرور والعاملين في الإدارة، وقال: «نجد يسرا وسهولة هنا، وننهي معاملاتنا بكل أريحية، دون حضور وتعقيدات الماضي».