أكد ل«عكاظ» مستشار في الصحة، أن مراكز الرعاية الأولية متى ما قامت بالدور الذي أنشئت من أجله فإنها ستكفي الدولة الكثير من الأعباء الاقتصادية المترتبة على الرعاية المستمرة وخصوصا للمرضى المزمنين، مشيرا إلى أن هذه المراكز تعاني من عدم تمكينها من أداء أدوارها، وبالتالي تذمر المواطنين منها. وقال «إن مراكز الرعاية الأولية يفترض فيها أن تكون مراكز مساندة تخفف العبء عن المستشفيات الحكومية إلا أن ما يحدث هو العكس، ولنكون أكثر دقة نشير إلى أن بعض هذه المراكز، تعد عبئا على وزارة الصحة وتستنزف مبالغ مالية طائلة دون أن تؤدي الدور المطلوب منها. وفي هذا يقول الأستاذ المساعد في طب الأسرة والمجتمع وكيل كلية الطب ورئيس قسم الصحة العامة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمود عبدالرحمن محمود «تعتبر الرعاية الصحية الأولية قاعدة الهرم الصحي في كل نظام صحي متطور، وينبغي أن تحظى بالميزانية الأكبر من مجمل ميزانية الصحة ومتى ما تحقق ذلك فستقوم بدورها على الوجه الأكمل، والجانب المضيء في دورها في المملكة هو التحصينات، بينما لا تقوم بدورها المأمول في باقي الجوانب وذلك بسبب قلة الكوادر المدربة والموارد اللازمة لتفعيلها». وأضاف «كيف تريد من مركز صحي نموذجي في المسمى أن يرتاده المراجعون ويؤدي موظفوه العمل لمدة أسبوعين من دون تكييف في هذه الأيام شديدة الحرارة بخلاف تأثر الأجهزة والأدوية». وأكد أن الرعاية الصحية الأولية تغطي ما يتراوح بين 70% و80% من الخدمات الصحية الأساسية وفي مقدمتها البرامج الوقائية والاكتشاف المبكر للأمراض والتقليل من حدة الأمراض المزمنة وتحسين جودة الحياة لدى المرضى. وتطرق إلى دور الرعاية الصحية الأولية في مجالات الصحة النفسية مؤكدا أن هذا الدور مغيب إلا من تجارب محدودة كما في الشرقية، رغم أن الاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية يبدأ من المركز الصحي حيث يستطيع المركز المؤهل أن يتعامل مع غالبية الاضطرابات النفسية في بداياتها مما يحسن من النتائج ويقلل التكلفة كما يساعد على التقليل من وصمة المرض النفسي وطلب العلاج وتستطيع المراكز الصحية تقديم الخدمات العلاجية للحالات المزمنة المستقرة بالعلاج الدوائي، مما يحسن انتظام المرضى على العلاج وسهولة وصولهم لصرف الدواء.