تنامى الدور الأمني لقوات الطوارئ الخاصة، وازدادت أهميتها مع بروز الكثير من المستجدات التي تستدعي تدخلها، لاسيما بعد تزايد موجة الأعمال الإرهابية من قبل أفراد الفئة الضالة وأصحاب الأفكار المنحرفة. وعلى مدى 11 عاما تولت فيها قوات الطوارئ مهمة حماية الوطن من الإرهابيين والمخلين بالأمن قدمت عشرات الشهداء ومئات المصابين بمختلف الرتب في العديد من المواقع، حيث بلغ عدد الضحايا (25) شهيدا و(465) مصابا ما بين ضباط وأفراد، فيما نجحت في القبض على العديد من المتورطين بقضايا إرهابية، آخرها الإطاحة ب33 متهما في العملية الإرهابية التي راح ضحيتها 5 مواطنين وإصابة 9 آخرين بدالوة الأحساء، وكذلك مواجهة أحد المطلوبين بمحافظة الطائف الشهر الماضي، ومطلوب آخر من المنتمين للفئة الضالة في محافظة خميس مشيط في السادس والعشرين من شهر رمضان الماضي. وتجد قوات الطوارئ الخاصة اهتماما خاصا أدى إلى تطويرها ورفع كفاءة أفرادها وأسهم في رفع قدرتها للتصدي لعناصر الإرهاب والتخريب ومواجهتها بأساليب حديثة وفاعلة أفلحت في تطويق أصحاب الفكر المنحرف، حيث يخضع عناصرها لدورات مستمرة أبرزها (صولة الحق) التي كانت برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والتي تخللها استعراض مهارة الرماية التكتيكية وعدد من عروض مهارات القوات الخاصة في التدريب وقوة التحمل وعروض المهارات الميدانية القتالية، وعروض مهارات خريجي دورة مكافحة الإرهاب التأسيسية للضباط الخريجين، كما تشهد هذه القوات تطورا مستمرا في تدريب الأفراد وتزويدهم بالآليات والأجهزة والأسلحة التي تلائم مهامهم والتي تسهم في تنفيذ العمليات بدقة متناهية وفي وقت وجيز، ويتمتع أفرادها بكفاءة عالية وحس أمني رفيع وجاهزية على مدار الساعة وقدرة على التحمل والمتابعة لساعات طويلة وعدم الإفصاح أو التحدث عن أية عملية نفذت أو يعد لتنفيذها وهذا من أبرز أسباب نجاح عملياتها وتطورها وقدرتها على أداء المهام الموكلة إليها بمهنية عالية، وتشمل مهام قوات الطوارئ الخاصة التصدي للقرصنة البحرية وكذلك حماية المركبات التي تحمل سجناء أو محكومين والتصدي لأي هجوم محتمل حيث تستخدم الطائرات العمودية في تنفيذ تلك المهام. وأظهرت قوات الطوارئ الخاصة تطورها في مواجهة الإرهاب وذلك باستخدامها أفضل الوسائل والتجهيزات لدحر تلك الفئة الضالة وأثبتت كفاءتها وقدرتها الواضحة في التصدي لهذا الجانب، وذلك من خلال التعامل الذكي مع تلك الفئة ومعرفة أساليبها ووسائلها وفهم خططها ودراسة كيفية تفكيرها ومواكبة كل المستجدات، وهذا أفاد في توجيه الضربات الاستباقية لها ومحاصرتها وتشديد الضغط عليها ومن ثم السيطرة التامة عليها وإبطال خططها الماكرة، ولاشك أن جهود منسوبي قوات الطوارئ الخاصة وجاهزيتهم وإخلاصهم في أداء أعمالهم وكفاءتهم العالية وتطوير أساليب أعمالهم، أسهم في دحر عناصر الفئة الضالة المنحرفة وتجفيف منابع الإرهاب وتجنيب البلاد خطر الخوارج الفاسدين الضالين، وهم لهم بالمرصاد في كل زمان ومكان يترصدونهم ويحملون أرواحهم في أكفهم ويبذلون دماءهم رخيصة من أجل الوطن، وما الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة أبها من تفجير لمسجد مركز تدريب قوات الطوارئ الخاصة إلا دليل قاطع على غيض هذه الفئة الضالة من هذا القطاع الهام الذي كان بالمرصاد للتصدي لمخططاتهم الفاشلة، التي أحبطتها تلك القوات الباسلة التي قدم جنودها أرواحهم لدحرهم وللحفاظ على تراب الوطن.