193 دولة في الأممالمتحدة أقرت خطة للقضاء على «الفقر المدقع» في العالم بحلول عام 2030، الخطة التي وصفت بالطموحة وليست بالمستحيلة حددت مبلغا يترواح بين 3500 مليار وخمسة آلاف مليار دولار سنويا لتنفيذها، وهو رقم يبدو فلكيا حسب تعبير السفير الكيني في الأممالمتحدة. وبصرف النظر عن مقدرة الأممالمتحدة على توفير هذا المبلغ سنويا لتحقيق مشروعها خلال الخمسة عشر عاما المقبلة فإن المسألة لا تتجاوز أن تكون مجرد حلم من جملة الأحلام التي تراود الأممالمتحدة ذلك أنها في الوقت الذي تطرح فيه هذه الخطة الطموحة تعجز عن تمويل مشاريع ومؤسسات أصبحت على حافة الإغلاق نتيجة العجز في التمويل ومنها على سبيل المثال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وكذلك منظمة اليونسكو، وهما المؤسستان اللتان خضع تمويلهما لشروط وضغوط سياسية أكدت على أن الموافقة على أي مشروع تحت مظلة الأممالمتحدة لا يلبث أن يخضع لضروب من الابتزاز السياسي مما يعرضه للتعثر أو التوقف. الأممالمتحدة التي يعلم أعضاؤها المائة والثلاثة والتسعون عضوا أن الفقر المدقع وغير المدقع كذلك يتزايد في العالم ويتضاعف نتيجة الحروب والخلافات والنزاعات في مختلف أنحاء العالم والتي تؤكد فشل الأممالمتحدة في التصدي لمسؤوليتها الأولى والمتمثلة في إقرار السلام العالمي، هذه الأممالمتحدة، وبالأصح غير المتحدة، تقفز على الواقع حين تفكر في مثل هذه الخطط الطموحة جدا وكأنما هي تمارس ضربا من الهرب من هذا الواقع أو تعلن بشكل يكاد يكون صريحا عن عجزها عن مواجهته. الأممالمتحدة بحاجة إلى من يهزها من كتفيها كي تصحو من سباتها وتستيقظ من أحلامها الوردية وتواجه واقعها، وشعوب العالم بأسره مستعدة أن تطبع سبعة مليارات قبلة، بعدد سكان العالم، على جبين السيد بان كي مون لو أفلحت أممه المتحدة وغير المتحدة في أن تحول دون نمو الفقر المدقع جدا في العالم خلال المتبقي من سنوات بقائه في الأممالمتحدة. [email protected]