استبعد ممثل الائتلاف السوري لدى دول الخليج أديب الشيشكلي، إمكانية أن يقبل النظام بالحل السياسي للأزمة السورية. وقال في حواره ل «عكاظ»: إن نظام الأسد لن يتنازل طواعية عن الحكم قبل أن يضحي بآخر مرتزق لديه. وأضاف: إن وثيقة التفاهم بين الهيئة التنسيقية والائتلاف وحدت رؤى الجانبين تجاه مستقبل البلاد بعد رحيل الأسد. واعتبر الشيشكلي أن السياسة الامريكية تجاه الأزمة السورية لم تتغير مع تعيين إدارة أوباما مايكل راتناي مبعوثا جديدا.. كيف تقرأ تعيين الإدارة الامريكية لمايكل راتناي كثالث مبعوث لها إلى سوريا؟ راتناي دبلوماسي أمريكي عمل في المنطقة وملم بتفاصيلها السياسية، إلا أن ذلك لن يؤثر كثيرا على مجريات الثورة، باعتبار أن السياسة الامريكية لم تتغير ولم تتخذ مواقف واضحة وصريحة تجاه ما يجري في سوريا، بخلاف ما يدعيه نظام الأسد الذي يروج إعلامه أن واشنطن قريبة من نظامه، وتعمل على إيجاد حل سياسي.. تعيين راتناي خبر مسرب منذ أكثر من ثلاثة أشهر تقريبا، ومن الخطأ الربط بين إيفاد المبعوث الامريكي وبين تفاهمات الإدارة الامريكيةوإيران بشأن برنامجها النووي. لكن إيران من الدول الداعمة لبقاء نظام الأسد؟ صحيح، لكن لا أعتقد أن تغير أمريكا والدول الغربية الاخرى التي دخلت في مفاوضات بشأن الرنامج النووي الايراني، سياساتها تجاه سوريا على ضوء نتائج تلك المفاوضات، وهو مالم يتم حتى الآن. هل يعني ذلك أن ائتلاف المعارضة ليس متفائلا بشأن مفاوضاته مع النظام في (جنيف 3) ؟ موقفنا واضح وثابت وقائم على أساس مقررات «جنيف 1» ، وهو التفاوض على هيئة حكم انتقالي بدون أي دور لنظام الاسد، وهو مانرحب على أساسه بأي مؤتمر ، وذهبنا على أساسه بتفاؤل نحو «جنيف 2» إلا أن نظام الاسد لم يرض بحكم انتقالي، وباعتقادي أن هذا النظام سيظل يقاتل إلى آخر مرتزق يقف معه، في سبيل أن يبقى في السلطة. كيف تنظرون إلى الاتفاق الامريكي التركي لإنشاء منطقة آمنة شمال سوريا؟ كنا ولازلنا ندعو إلى إقامة منطقة آمنة تمكن الحكومة السورية المؤقته من إدارة مهامها والتي من أولوياتها إغاثة النازحين، لكننا وجدنا أن إدارة مثل هذه المنطقة سيكون من أصعب الامور بسبب استهداف قوات النظام السوري لها بالبراميل المتفجرة، إلى جانب وجود تنظيم داعش الإرهابي. وماذا عن إعلان نائبة رئيس الائتلاف نغم الغادري، استعداد الائتلاف دخول المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إقامتها؟ بالتأكيد إن توفير الغطاء العسكري والأمني من الجانب التركي للمنطقة الآمنة سيدعم تحرك الائتلاف والحكومة المؤقتة نحو القيام بالدور المطلوب، وخاصة فيما يتعلق بإغاثة النازحين. وما هو موقفكم من ضرب تركيا لمواقع حزب العمال الكردستاني؟ كانت الشكوك تراود البعض حول موقف حزب العمال الكردستاني من الثورة السورية، وقد تبين مع الوقت أنها أقرب إلى الوقوف مع نظام الاسد، كما أن الميلشيات المسلحة للحزب كانت تمارس الإرهاب بحق السوريين في الكثير من المناطق التي تناوبوا على سيطرتها مع تنظيم داعش، ولذا فإنه من حق تركيا الدفاع عن مواطنيها، وكان من المهم القيام بضرباتها الجوية تجاه معسكرات حزب العمال وداعش، وهو أمر استفادت منه بلا شك قوات المعارضة السورية. أعادت بعض الدول العربية علاقاتها القنصلية مع النظام السوري، وهو ما روج له إعلامه بأنه دعم لشرعيته، ماردكم على ذلك؟ العلاقات القنصلية تعنى بشؤون المواطنين، وهي علاقات لاتزال قائمة بين النظام السوري وبعض الدول العربية التي أعلنت موقفها الواضح في دعم الثورة السورية، بل ولاتزال تندد بالممارسات اللا إنسانية التي يمارسها نظام الأسد بحق السوريين..
