إذا تعافى جناحا الأمن القومي العربي، فيمكن أن يستعيد العرب منظومة أمنهم الاستراتيجي في ظل انزياح الأمن إلى الفوضى في بعض الدول العربية الشقيقة، لذلك جاء تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية إعلان القاهرة وما حمله من مضامين عليا للأمتين العربية والإسلامية وما يجسده من أن العلاقة بين البلدين استراتيجية وتكاملية. لأنه إذا اجتمع القطبان (الرياض - القاهرة) فبكل تأكيد سيكون الجسد العربي متماسكا قويا. ذلك أن سماء العرب تلبدت فيها غيوم التطرف والإرهاب، ما يتطلب مزيدا من التنسيق بين المرتكزات التاريخية في المنطقة المتمثلة بالمملكة ومصر. إن اتفاق البلدين على حزمة من القضايا الجوهرية مثل تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة. وتعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل.. وغيرها من الاتفاقيات الاقتصادية الأخرى، يعكس كنه تكوين هذه العلاقة التاريخية الراسخة. مثل هذا الانسجام السعودي المصري على المستويات كافة، هو أكثر ما يحتاجه العالم العربي الذي يمر - وبكل صراحة - بظروف طارئة صعبة، وبكل تأكيد تدرك القيادتان حساسية هذه الظروف، ومن هنا يأتي التنسيق المستمر والتشاور حول متغيرات المنطقة.