إذا كان على الإنسان أن يشكر من يقدم له عملا أو يقوم بخدمته أو لاحسان أن يشكر على ذلك فإن الوالدين هما أحق الناس بالشكر والتقدير، لكثرة ما قدما من عطاء وتفانٍ وحب لأولادهما دون انتظار مقابل، وأعظم سعادتهما أن يشاهدا أبناءهما في أحسن حال وأعظم مكانة. وهذه التضحيات العظيمة التي يقدمها الآباء لابد أن يقابلها حقوق من الأبناء ومن هذه الحقوق التي وردت في القرآن الكريم: 1- الطاعة لهما وتلبية أوامرهما والإنفاق عليهما عند الحاجة. 2- التواضع لهما ومعاملتهما برفق ولين وتقديمهما في الكلام والمشي احتراما لهما وإجلالا لقدرهما. 3- خفض الصوت عند الحديث معهما وعدم إزعاجهما إن كانا نائمين. 4- استعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما. 5- إحسان التعامل معهما وهما في مرحلة الشيخوخة وعدم إظهار الضيق من طلباتهما ولو كانت كثيرة ومتكررة. 6- الدعاء لهما بالرحمة والغفران وعدم مجادلتهما أو الكذب عليهما. 7- اختصاص الأم بمزيد من البر لحاجتها وضعفها وسهرها وتعبها في الحمل والولادة والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة. 8- شكرهما الذي جاء مقرونا بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: في سورة الإسراء: ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا). وأن يؤثرهما على رضا نفسه وزوجته وأولاده. 9- الإحسان إليهما وتقديم أمرهما وطلبهما، ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى في سورة لقمان: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). فاللهم وفقنا والمسلمين عموما للوفاء بما للوالدين من حقوق أداء لحقهما، وخوفاً من الضياع في الدنيا والعذاب في الآخرة.. السطر الأخير : وإذا رحمْتَ فَأَنتَ أُمٌ أو أَبٌ هذان في الدنيا هما الرُّحماءُ.