أكد ل«عكاظ» عدد من المسؤولين أن الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله تميز بالحنكة وبمواقفه الحكيمة والمشرفة على مدى أربعين عاما، صال خلالها دفاعا عن قضايا الأمة العربية والإسلامية في المحافل الدولية، مشيرين إلى أنه نجح في محطات عديدة وفي ظروف صعبة بالنأي ببلاده والمنطقة عن الأزمات الدولية والإقليمية. وعبر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية في دولة الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح عبر عن تعازيه في وفاة الأمير سعود الفيصل، وقال: نستذكر في هذه اللحظة الأليمة وبكل الفخر والاعتزاز المواقف البطولية الشجاعة والمشرفة للفقيد مع الحق الكويتي في أحلك الظروف التي مرت بها البلاد إبان الغزو والاحتلال العراقي في 1990 / 1991. وثمن بتقدير عال ما قام به الفقيد من دعم وإسناد مشهود لأخيه ورفيق دربه حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه عندما كان وزيرا للخارجية من أجل نصرة الكويت وإعادة الحق إلى أصحابه، وقال إن الدبلوماسية الخليجية والعربية والدولية فقدت أحد رموزها العالية وألمع روادها وقادتها الكبار الذي كان له بصماته البارزة في السياسة الدولية طيلة الأربعين سنة الماضية. وأشار إلى أن «مواقف الفقيد في مختلف محطات العمل لا تنسى وستظل بتأثيراتها وإنجازاتها وحكمتها محفورة في الأذهان والوجدان ومدرسة في ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وتعزيز تقدم ورخاء الشعوب»، مؤكدا على أن الشعبين الكويتي والسعودي يتشاطران مشاعر العزاء والمواساة في هذا المصاب الجلل، داعيا المولى عز وجل له بالرحمة والمغفرة. من جانبه، أعرب رئيس مجلس الأمة الكويتي المهندس مرزوق علي الغانم عن بالغ مشاعر الأسى والحزن لوفاة الأمير سعود الفيصل، وقال «إن رحيل الفيصل خسارة للدبلوماسية الخليجية والعربية التي فقدت رجلا تميز بالحنكة وبمواقفه الحكيمة والمشرفة على مدى أربعين عاما، صال وجال دفاعا عن قضايا الأمة العربية والإسلامية في المحافل الدولية». واستذكر الغانم مواقف الراحل خلال فترة الغزو العراقي للكويت والمواقف الصلبة مع الحق الكويتي في كافة القضايا والظروف. وأكد أن الشعب الكويتي يشعر بالأسى لرحيل أحد أبرز رواد الدبلوماسية الخليجية والعربية الذي تظل مواقفه محفورة في أذهان الكويتيين مع ما يحملونه من تقدير للفيصل وللأشقاء في السعودية، مشيرا إلى أن الفيصل نجح في محطات عديدة وفي ظروف صعبة بالنأي ببلاده والمنطقة عن الأزمات الدولية والإقليمية وقيادة بلاده نحو الأمن والاستقرار. وأكد الغانم أن سياسة الفقيد الراحل أرست قواعد دبلوماسية قائمة على السلام والعدل وحفظ الحقوق ودعم العدالة في مختلف الأصعدة. وعبر الدكتور عبده بن محمد العتين مسؤول الإغاثة الاسلامية في باكستان، عن حزنه لفقد عميد الدبلوماسية العالمية، وقال: عملت في عدة سفارات للمملكة وأعرف أن سموه كان من أحرص الناس على وطنه وأبناء الوطن وهو ذو نبل ومروءة يهتم بالجميع، فقد كان الرجل الوفي والمخلص ولا ننسى مواقفه مع الحق فقد كان مساندا للحق والعدل ورافعا لراية الوطن في كل أنحاء المعمورة، فقد رسخ أسس الدبلوماسية العربية وأرسى قواعدها. وأوضح رئيس لجنة النقل بغرفة الشرقية بندر الجابري أن فقدان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل خسارة كبيرة للوطن، مشيرا إلى أن سموه قاد دفة سفينة الخارجية وسط بحر متلاطم من الأزمات الكبيرة، لافتا إلى أن مواقفه من القضايا العربية والإسلامية أكسبت المملكة احترام العالم، مضيفا أن الدبلوماسية السعودية مع القضايا العادلة في العالم، فضلا عن تشكيل شبكة علاقات دبلوماسية مع العالم. وذكر أن الحقب الأربع التي قاد خلالها حقيبة الخارجية شهدت أحداثا مصيرية، مما فرض على المملكة ان تكون حاضرة بقوة في الصدع بموقفها الثابت انطلاقا من تغليب المصالح العربية والإسلامية، مؤكدا ان الخارجية إبان الفيصل استطاعت فرض احترامها على العالم، فقد شكلت السياسة القائمة على الثوابت منهجا قائما طوال السنوات الماضية. وقال عضو لجنة المقاولات محمد برمان اليامي إن المملكة فقدت شخصية وطنية قدمت كل ما تملك في جميع الملفات والأزمات الشائكة في العالم، مضيفا أن سموه يمتلك قدرة فائقة في التأثير على الآخرين، مشيرا الى أن جميع الوفود الدبلوماسية أقرت بالحنكة السياسية التي يمتلكها فيما يتعلق بجميع الملفات والصراعات العربية والإقليمية والدولية. وثمن رئيس لجنة المقاولين بغرفة الرياض رئيس اتحاد المقاولين العرب فهد الحمادي الدور الكبير الذي لعبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل رحمه الله في دعم العديد من القضايا العربية في جميع مراحلها وحتى الحرجة منها قائلا: الديبلوماسية العربية خسرت كثيرا بوفاة وزير الخارجية السعودي السابق الأمير سعود الفيصل، ووصف الحمادي الفيصل بأنه صاحب مدرسة الديبلوماسية الحكيمة، حيث كان قويا حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنسانا حين يحتاج الموقف إلى إنسانية، وديبلوماسيا حين يحتاج الموقف إلى ديبلوماسية، مثمنا الدور الذي قام به الفيصل في خدمة القضايا العربية.