تبدأ اليونان، اليوم الاستفتاء الذي يحدد مستقبلها الاقتصادي، في وقت أظهرت استطلاعات الرأي تقاربا بين مؤيدي ورافضي برنامج المساعدة الذي اقترحته الجهات الدائنة وترفضه الحكومة اليونانية، بحيث بدا من الصعب توقع ما ستؤول اليه نتيجة الاستفتاء، فيما تفوق مناصرو التصويت ب «نعم» في ثلاثة استطلاعات بفارق يراوح بين 0.4 و0.6 نقطة فقط، بينما بين استطلاع رابع تقدم معسكر ال«لا» ب0.5 نقطة فقط. وحذر قادة الاتحاد الاوروبي من أن التصويت ب «لا» في الاستفتاء سيعرض وجود اليونان في منطقة اليورو للخطر، وسط نفي وزير المالية يانيس فاروفاكيس، مدعوما ببيان من وزارته، مساء أمس على حسابه على موقع تويتر، ماورد في مقال ب «فايننشال تايمز» حول وضع المصارف اليونانية لخطط تنص على اقتطاع 30 في المئة من الودائع التي تزيد على ثمانية آلاف يورو. كما حذر في مقال في صحيفة «كاثيميريني» اليونانية من أن التصويت ب «نعم» سيحول البلاد الى «مستعمرة خاضعة للدين»، وأوضح جوزيف ستيغلز، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد والاستاذ في جامعة كولومبيا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، أن التصويت ب «نعم» أو «لا» سيكون له مخاطر ضخمة، وتدارك قائلا: «لكن التصويت بلا سيمنح اليونان على الأقل فرصة الإمساك بمصيرها بيدها، وتحديد مستقبل قد لا يكون مزدهرا كما السابق ولكنه يمنح الأمل أكثر بكثير من العذاب غير المسبوق حاليا». وفي مقال في صحيفة نيويورك تايمز كتب بول كروغمان، الحائز أيضا جائزة نوبل، أن التصويت ب «لا» قد يخرج اليونان من منطقة اليورو، و «من شأن ذلك أن يثير الفوضى على المدى القصير، ولكن سيمنح اليونان فرصة حقيقية للتعافي». في المقابل وجه 246 من أساتذة الاقتصاد اليونانيين كتابا مفتوحا شددوا فيه على ضرورة التمسك بالبقاء في منطقة اليورو والاتحاد الاوروبي خشية نتائج كارثية على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والجيو سياسية.