طالما عرفت الممثلة الكويتية شجون الهاجري بأدائها الطبيعي المتمكن وقدرتها على التلوين في أدوارها، وكانت دائما تنجح في أن تدخل المشاهد في عالمها، لتصل إليه مشاعرها وانفعالاتها في كل موقف. واستطاعت الهاجري بدورها في مسلسل «ذاكرة على الورق» أن تؤديه بذكاء فطري، ولعبت الدور ب «كراكتر» يمكن أن يقال إنه من الواقع، فاستطاعت أن توظف مشاعرها وجسدها لخدمة الشخصية، من خلال إمكانياتها وقدمت شخصية درامية ذات بناء متكامل جذاب. موهبة شجون المفعمة واضحة في شخصية «فجر» التي تعاني من مرض فقدان الذاكرة، مما يدفعها ذلك لكتابة الأحداث التي تمر بها يوميا على ورق كي تتغلب على مرضها وتستطيع التعايش معه، هنا نرى شجون تقدم نمطا مختلفا عن كل ما قدمته سابقا، وبالتالي استطاعت أن تكون اثنين يتصارعان في داخلها أو يتفقان، فتتقدم وتتراجع.. تبكي وتضحك.. ذلك كله ما كان ليظهر لولا مهارة شجون الجسدية كممثلة. دورها في المسلسل يمكن أن نقول إنه جزء من كل شيء يشكل بمجمله حكاية المسلسل النفسي الداخلي لشخصيتها، وربما كانت تؤكد من خلال دورها الصراع الداخلي النفسي لشخصيتها الحقيقية. تميزت شجون منذ بداية ظهورها بأسلوبها السهل الممتنع والعفوي، وثقافتها العالية، وخفة ظلها، وابتعادها الكامل عن الاستعراض الشكلي «السخيف»، واستطاعت بمهارتها الذاتية وال «كاريزما» الخاصة التي تتمتع بها من أن تستقطب المشاهدين نحوها بشدة، ولا يوجد في تاريخها القصير سقطة تندم عليها شجون؛ لذا حصدت جوائز عديدة كأفضل ممثلة عن الكثير من أعمالها. «شجون» التي لاتزال في أوائل العشرينات من عمرها، ورغم ذلك حققت نجاحات كثيرة لما تمتلكه من طاقات فنية كبيرة ليس لها حدود؛ قدمت ما يزيد عن 15 مسلسلا، ومثلها من العروض المسرحية، وكلها أعمال لفتت الأنظار.