المؤسسات تغطي كافة أسهم أرامكو المطروحة للاكتتاب    أمير تبوك يعتمد الفائزين بجائزة المزرعة النموذجية    السعودية و8 دول: تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025    الطائرة ال51 السعودية تصل العريش لإغاثة الشعب الفلسطيني    عثروا على جثة امرأة في فم تمساح    اكتمال عناصر الأخضر قبل مواجهة باكستان    الخريجي يشارك في مراسم تنصيب رئيس السلفادور    «التعليم» تتجه للتوسع في مشاركة القطاع غير الربحي    «نزاهة»: إيقاف 112 متهماً بالفساد من 7 جهات في شهر    20 شخصاً شكّلوا أول فرقة كورال سعودية خاصة    إعادة كتاب بعد 84 عاماً على استعارته!    عبور سهل وميسور للحجاج من منفذي حالة عمار وجديدة عرعر    نوبة «سعال» كسرت فخذه.. والسبب «الغازيات»    معرض الكيف بجازان يسدل الستار على فعالياته بعد حضور فاق التوقعات واهتمام محلي ودولي    زلزال بقوة 5,9 درجات يضرب وسط اليابان    في بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بالبصرة .. 14 ميدالية للمنتخب السعودي    الاحتلال يدمر 50 ألف وحدة سكنية شمال غزة    مزايا جديدة لواجهة «ثريدز»    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 51 إلى مطار العريش لدعم غزة    نقل تحيات القيادة وأشاد بالجهود الأمنية.. الأمير عبدالعزيز بن سعود يدشن مشروعات «الداخلية» في عسير    تبريد الأسطح الإسفلتية في عدد من المواقع.. المشاعر المقدسة تستعد لاستقبال ضيوف الرحمن    انضمام المملكة إلى المبادرة العالمية.. تحفيز ابتكارات النظم الغذائية الذكية مناخيا    الأزرق يليق بك يا بونو    المملكة تستضيف بطولة العالم للراليات تحت مسمى "رالي السعودية 2025"    الكعبي.. الهداف وأفضل لاعب في" كونفرنس ليغ"    رونالدو يغري ناتشو وكاسيميرو بالانضمام للنصر    القيادة تهنئ الشيخ صباح الخالد بتعيينه ولياً للعهد في الكويت    الصدارة والتميز    أوبك+ تقرر تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى نهاية 2025    وزير العدل: دعم ولي العهد اللامحدود يضع على أفراد العدالة مسؤولية كبيرة    حجب النتائج بين ضرر المدارس وحماس الأهالي    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج    سائقو الدبَّابات المخصّصة لنقل الأطعمة    بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح    حجاج الأردن وفلسطين : سعدنا بالخدمات المميزة    الحجاج يشيدون بخدمات « حالة عمار»    هذا ما نحن عليه    هنأ رئيس مؤسسة الري.. أمير الشرقية يدشن كلية البترجي الطبية    إطلاق اسم الأمير بدر بن عبدالمحسن على أحد طرق مدينة الرياض    جامعة نورة تنظم 20 حفل تخريج لطالبات كلياتها ومعاهدها    ..و يرعى حفل تخريج متدربي ومتدربات الكليات التقنية    توبة حَجاج العجمي !    "فعيل" يفتي الحجاج ب30 لغة في ميقات المدينة    "الأمر بالمعروف" تدشن المركز الميداني التوعوي بمكتبة مكة    ماذا نعرف عن الصين؟!    تقرير يكشف.. ملابس وإكسسوارات «شي إن» سامة ومسرطنة    أمير نجران يشيد بالتطور الصحي    نمشي معاك    أمير الشرقية يستقبل رئيس مؤسسة الري    11 مليون مشاهدة و40 جهة شريكة لمبادرة أوزن حياتك    الهلال الاحمر بمنطقة الباحة يشارك في التجمع الصحي لمكافحة التدخين    مسبار صيني يهبط على القمر    «طريق مكة».. تقنيات إجرائية لراحة الحجيج    «إخفاء صدام حسين» يظهر في بجدة    فيصل بن مشعل يرعى حفل تكريم معالي رئيس جامعة القصيم السابق    توافد حجاج الأردن وفلسطين والعراق    إرهاب «الترند» من الدين إلى الثقافة    مدينة الحجاج بحالة عمار تقدم خدمات جليلة ومتنوعة لضيوف الرحمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا يجوز حجز أماكن الصلاة لغرض التربح
نشر في عكاظ يوم 28 - 06 - 2015

أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور علي بن عباس الحكمي أهمية وجود الصلة بين الشباب والعلماء وأن تكون بالمودة والرحمة وتوقير الشباب للعلماء ورحمة العلماء للشباب، مبينا أن وجود الفجوة بين الطرفين سيكون له الأثر السلبي على الأمة وعلى الشباب بصفة خاصة.
وقال في حوار ل«عكاظ» إن واجب أبناء الأمة أن لا يسمحوا بوجود هذا الحاجز سواء كان مفتعلا من جهات أخرى أو كان بسبب عزوف الشباب أنفسهم، وهذا ربما يكون بسبب سن الشباب وعنفوانهم ورفضهم للتحكم في تصرفاتهم، أو قد يكون من بعض العلماء بسبب أدائهم أو كيفية تعاملهم مع الشباب، فينبغي على العلماء إزالة كل المعوقات وفتح المجال للشباب ليكونوا على صلة وثيقة بالعلماء... فإلى التفاصيل:
• هناك عبادات كثيرة سنها النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه تزامنا مع شهر الصوم الكريم مثل صلاتي التراويح والتهجد وغير ذلك، كيف نستطيع تسخير هذه العبادات في تهذيب النفوس وتصفيتها؟
•• رمضان من أهم المواسم التعبدية التي جعلها الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بمثابة نقطة تحول في حياتهم إلى الخير والرقي به إلى درجات الرضا عند الله. التقرب بأهم العبادات ومجملها كما هي في غيره ولكن شهر رمضان يختص بالركن الثالث من أركان الإسلام وهو الصوم.
هذه الفريضة التي فرضها الله على المسلمين، من فضل الله تعالى أن جعل في الشهر الكريم من رهافة النفوس والتقرب إلى الله تعالى أن يكون الإنسان أقرب ما يكون إلى ربه في هذا الشهر الكريم، لما تهيأ له في نفسه ولما أرشد إليه كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر.
إذن عبادته الرئيسية هي ترك ما أباح الله تعالى له من مأكل ومشرب وشهوة في نهار رمضان طاعة لله تعالى.
فهو بتركه لهذه الشهوات تسمو روحه ويتطلع إلى مزيد من الخير والفضل ويزداد في العبادة ويقبل على دين ربه فيزداد أيضا في النوافل وفي قراءة القرآن وشهر رمضان كما هو معلوم هو شهر القرآن والنوافل والتراويح وصلاة التهجد التي يؤديها المسلم في أواخر الليل بينه وبين ربه.
هذه العبادات تجعل الإنسان أقرب ما يكون إلى ربه. وقد ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال إنه في رمضان تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، ومعنى هذا أن الله يحمي عبده من عنفوان الشياطين عليه فيبقى في عبادته على الوجه الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى ولا يستثنى من هذا الأجر إلا من حرمه الله تعالى والعياذ بالله.
أشياء مشتركة
• يتفق المسلمون خلال هذا الشهر على أشياء مشتركة كثيرة غير العبادات المتعلقة بهذا الشهر، بدءا منذ طلوع هلال الصوم وحتى هلال الفطر، كيف نستطيع استغلال هذه الفرصة لتحقيق وحدة الأمة الإسلامية؟
•• وحدة الأمة الإسلامية مطلوبة شرعا، واتحاد قلوب المؤمنين هو غاية يسعى لها الدين الحنيف وقد دعت لذلك آيات قرآنية كثيرة وأحاديث نبوية متعددة. ذكرت أنه في رمضان يصوم المؤمنون سوية ويفطرون كذلك، وهذا غير صحيح؛ لأن المسلمين يختلفون في دخول الهلال حيث يصوم البعض متأخرا يوما أو يومين وكذلك في الإفطار.
صومهم لشهر واحد بغض النظر عن بداية الصوم ونهايته هو علامة وحدة لا شك في ذلك. ولكن أهم عوامل وحدة المسلمين ومظاهرها هو توجههم كل يوم إلى قبلة واحدة خمس مرات لأداء فرائضهم. هذا هو عامل الوحدة. كذلك ففي صلاة الجماعة التي فرضت دعوة للمسلمين لتوحيد صفوفهم.
هذه الصفوف التي تراها متراصة والتي تنتظم بمجرد أن يدعوهم الإمام للاستواء في مشهد رائع يتم دون تدريب مسبق ولا تجد بينهم اختلافا إلا بدرجات قليلة. هذه من أهم مشاهد الوحدة التي نراها.
للأسف فإن المسلمين بأيديهم عناصر الوحدة وعوامل الخير وأدوات العزة ولكنهم مع ذلك متفرقون. لذلك نقول إن على المسلمين أفرادا وجماعات أن يستشعروا هذه الشعائر والفرائض التي تدل على وحدة الأمة وأن نجعل من ذلك دافعا لنكون ممن يعملون على ذلك في السير إلى الله وعمارة الأرض بالخير وفي التعامل مع الآخرين والظهور بمظهر القوة والمنعة إذا اتحدنا.
ونحن في هذا الشهر الكريم الذي يصومه كل المسلمين طاعة لله وأنه لا يجزيه صيام الدهر عن يوم أفطره بغير عذر، وهذا يعني أنه لا بد من الشعور بالوحدة التي تؤدي إلى القوة. نرجو من الله أن يوفق المسلمين ليؤدوا الشعائر لوحدتهم وعزتهم وإقامة الدين على الذي يرضي الله تعالى.
دور العلماء
• هنا يبرز دور علماء المسلمين في تبيان هذه الجوانب وتنبيه أبناء الأمة لكيفية أداء الفرائض التي افترضها عليهم ربهم عز وجل وما ينبغي عليهم أداؤه؟
•• لا شك أن واجب العلماء ومهمتهم ليست سهلة. واجب العلماء أن يؤدوا ما منحهم الله من العلم.
فريضة العلم وزكاته هي بثه وتوجيه الناس بما يرضيه عز وجل. فالعلماء كما قال صلى الله عليه وسلم هم ورثة الأنبياء الذين أرسلهم الله لإصلاح ما أفسده الناس. بإرجاعهم إلى عبادة الله وحده، فالعلماء يؤدون مهمتهم بتبصير الناس وإعلامهم أن الوحدانية لله تعالى لأنه الإله الواحد الذي لا شريك له وهو وحده المستحق للعبادة، وأنه يجب أن يعبد بما أمر به وأنزله على رسوله تحقيقا لما أمر به كل الرسل الذين كانوا ينادون بعبادة الله وحده وعدم الإشراك به.
هذه المهمة هي الدعوة إلى عبادة الله وحده وأن يكون عمل المسلم مبنيا على ما أراده الله له من صلاح وهدى وما أراده الله في تشريعاته وآخرها واشملها شريعة الإسلام.
هذه الشرائع جاءت بعد توحيد الله لمصلحة الناس في الدنيا والآخرة. فرسالات الأنبياء هي مهام الأنبياء. لذلك كانت مهمتهم عظيمة ووضعهم وموقفهم أمام الله خطير. فإن أول ما يسأل عنه الإنسان عن علمه وماذا صنع به. فالمهمة عظيمة لأنه لا يصلح شأن الناس إلا بصلاح العلماء ونسأل الله أن يكون شأن العلماء على ما يرضيه عز وجل.
الشباب والعلماء
• هناك فجوة بين الشباب والعلماء وينتج عن هذا استغلال هؤلاء الشباب في ما يضر بهم وأمتهم وأوطانهم، كيف نستطيع التقريب بين العلماء وشباب الأمة وكيف هو السبيل إلى ردم هذه الفجوة التي اصطنعها البعض؟
•• الصلة بين الشباب والعلماء لا بد أن تكون صلة مودة ورحمة وتوقير من الشباب للعلماء بسبب العلم وفارق السن، وأن تكون علاقة رحمة ورفق وشفقة وعطف من العلماء للشباب باعتبار فارق السن أيضا وحاجتهم للتوجيه.
هذه جوانب متكاملة ومترابطة، ولا يصلح شأن الشباب إلا بالاستفادة من الكبار وخاصة العلماء منهم الذي يبينون لهم شرع الله وطريقه المستقيم، فالصلة لا بد أن تكون موجودة وإذا انتظمت العلاقة بين الشباب وبين الوالدين يصلح حالهم.
أما إذا كانت هناك فجوة وجفاء فلا شك أن هذا سيكون له أثر سلبي كبير على الأمة بأسرها وعلى الشباب بصفة خاصة. لذلك نقول إن واجب أبناء الأمة أن لا يسمحوا بوجود هذا الحاجز سواء كان مفتعلا من جهات أخرى أو كان بسبب عزوف الشباب أنفسهم وهذا ربما يكون بسبب سن الشباب وعنفوانهم ورفضهم للتحكم في تصرفاتهم، أو قد يكون من بعض العلماء بسبب أدائهم أو كيفية تعاملهم مع الشباب.
كل هذه المعوقات ينبغي على العلماء إزالتها وفتح المجال للشباب أن يكونوا على صلة وثيقة بهم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في طريقة تعامله مع الشباب والناشئة وحتى الأطفال.
نحن بطبيعة الحال نعرف ما يجب على العلماء تجاه الشباب وأن تكون حياتهم على المنهج الصحيح. ونريد أن نذكرهم – ونحن والحمد لله في بلاد إسلامية – لذلك فهم نشأوا في هذه الأجواء الإيمانية الراسخة، ولكن رغم ذلك نريد أن نذكرهم بما يجب عليهم القيام به من واجبات وما ينبغي أن يستمروا عليه من عقيدة التوحيد الصحيحة والسلوك الحسن في كافة تعاملاتهم سواء كانت تجارة أو صناعة أو حرفة، وفي التعامل العام بينهم وبين بعضهم والمجتمع بشكل عام.
فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما بعثه الله برسالته لم يبق جالسا في بيته ويرسل الرسائل للناس ولم يترفع ويطلب أن يأتي إليه الناس، بل كان صلى الله عليه وسلم يتتبع الناس في مواقعهم ومعاقلهم ويذهب إليهم في الأسواق وكل التجمعات، وكان يعرض نفسه على القبائل وكان يناله أذى شديد من الكفار، لكن ذلك لم يمنعه من أداء رسالته ومواصلة دعوته حتى بلغها وحقق الله له ما أراد.
فلا ينبغي للعالم أن يجلس في مكانه ويقول من أراد علما فليأتني أو ما شابه ذلك. يجب على العالم أن يذهب للآخرين وللمعارضين في أماكنهم. نعم ينبغي أن تكون للعالم مكانته وهيبته في نفوس الناس وأن لا يأت بتصرفات لا تليق. ولكن هذا لا يعني أن يمسك علمه.
من واجب العالم أن تكون صلته بالناس قوية، سواء كانوا شبابا أو كبارا ليعلمهم ما علمه الله إياه وأن يتخذ كل الوسائل الممكنة لذلك لتحبيب الناس إليهم وأن لا يجدوا منه جفوة وترفعا وحبا لمصالح الدنيا. علينا جميعا أن نقدر للعالم فضله وأن نحترمه. كذلكم الجميع مطالبون إذا كانت لهم حاجة بالبحث عن العلماء إذا كانوا بعيدين عنهم باتخاذ الوسائل التي توصلهم لأهل العلم، يجب على المسلم الاتصال بالعلماء، ويجب على العالم أن يهيئ الفرص ويتخذ الوسائل اللازمة لتبليغ ما عنده من العلم وأن لا يسمح لأحد أن يحجبه ويضع حاجزا بينه وبين الناس.
لغة العلماء
• يشتكي بعض الشباب من أن اللغة التي يستخدمها بعض العلماء هي لغة مرتفعة أو مترفعة ربما لا تناسب العصر والبعض يشكو من ممارسة الوصايا، هل توجد هذه الأشياء فعلا من وجهة نظر فضيلتكم؟
•• إيصال المعلومة الصحيحة والحكم الشرعي والتوجيه النبوي بالطرق المناسبة وتحبيب الشباب إلى أهل العلم حتى يستفيدوا منهم. لا بد أن يتم بمخاطبة الشباب وبقية الناس بالطريقة التي يفهمونها حتى يبلغ العلماء ما عنده من العلم.
التخاطب وسيلة لتبليغ العلم، وكما جاء في الأثر «خاطبوا الناس بما يعقلون أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟». اللغة ينبغي أن تكون مفهومة ومقبولة ومتاحة للناس. أما ما يقال عن وجود تعال من العلماء فإنني حقيقة لا أرى ذلك. العلماء يحرصون على وجود الصلة مع الشباب ويتلطفون معهم، فالعلماء يشعرون بأهمية مسؤولياتهم، ويجب عليهم أن يكونوا على مقربة من الشباب.
لكن العالم يجب أن يكون مع الشاب مثل ولده. هل يرضى الإنسان أن يكون فظا غليظا مع أبنائه؟ فالفطرة أن الوالد عطوف وحنون مع أبنائه، وقد يحصل أن تجد فظاظة لدى بعض الآباء ولكن هؤلاء نسبة قليلة.
إذا وجد بعض العلماء الذين يتصفون بالفظاظة فإن هذا لا ينبغي أن يعمم على الجميع ويقال إن العلماء يترفعون عنا. العلماء في الجملة ينظرون إلى الشباب كما ينظرون إلى أبنائهم ويدركون أن هذا واجبهم وأن عليهم التعامل مع الشباب وسائر أفراد المجتمع بنوع من العطف والشفقة والحنو الأبوي.
المبتعثون والفتاوى
• هناك حديث عن المبتعثين والأحكام والفتاوى الخاصة بهم التي ربما يتميزون بها كونهم في غربة، هل هناك أحكام فقهية خاصة بهم، وهل من نصائح لأبنائنا وبناتنا الذين يدرسون في الجامعات الأوروبية؟
•• المبتعثون هم مسلمون يعيشون في بلاد غير إسلامية، كغيرهم من المسلمين الذين يعيشون في تلك البلاد، وما يميزهم عنهم أنهم شباب في مقتبل العمر، ويعيشون في بلاد غير إسلامية تختلف عاداتها وتقاليدها وقوانينها عما هو موجود في الدول الإسلامية. كما أنهم شباب يحتاجون إلى عناية وإلى رعاية وتوجيه وتثبيت الأسس التي يجب أن يكونوا عليها. هذه النظرة في اعتقادي موجودة لدى الجهات المسؤولة عندما قررت إرسالهم للدراسة في تلك الجامعات ومتوفرة لدى الآباء والأمهات. لذلك لا شك أنهم زودوهم بما يحتاجونه من نصح وتوجيه. بدورنا نقول لهم: اعملوا بقدر ما تستطيعون لتأدية الواجبات التي بينكم وبين الله ولا تجعلوا ذلك ذريعة لغيركم من غير المسلمين سواء جهات مسؤولة أو زملاء أو أن تكون عباداتكم سببا في التضييق عليكم أو لفت النظر إلى أنفسكم.
بالعكس عندما يحرص المسلم على عباداته دون أن يتعرض له الآخرون فإنه يجبرهم على احترام دينه ومعتقداته، وقد جربنا هذا في بلاد الغرب ورأينا أنهم يحترمون من يحترم دينه. فإذا احترمت دينك احترموك. وإذا عرفوا أنك مسلم لا تبالي بدينك لن يحترموك، وعندئذ يمكن أن يتدخلوا في دينك لأنك أعطيتهم الفرصة. على الشاب أن يتمسكوا بالثوابت وأن يكون ذلك وسيلة إلى دعوة من هم حولهم وليس لتنفيرهم.
المشقة في الصوم
• ربما يجد هؤلاء الشباب عنتا ومشقة، ففي بعض الدول تكون أوقات الصيام لأكثر من 17 ساعة. إذا وجد هذا العنت، هل هناك أحكام فقهية تلحق بهم التيسير إذا لم يستطيعوا أداء الصيام بالصورة المطلوبة؟
•• هذه أحكام معينة في حالات بعينها، مثلا كيف يصوم ومتى يصوم ومتى يفطر ومتى يؤدي الصلاة في أوقاتها. هذه أحكام لجميع المسلمين في الدول غير الإسلامية التي يختلف فيها وقت الصيام، وقد ذكرت أحكام الصيام والصلاة لهؤلاء وتم ذكرها من قبل بشيء من الدقة والتفصيل من قبل مراكز الفقه ومجامعه وهي موجودة في المراكز الإسلامية بتلك الدول وإذا ذهبوا إليها سيجدون الإجابة على أسئلتهم كافة. لا نستطيع في هذا اللقاء أن نحدد مواعيد الصوم والإفطار بصورة عامة لأن الأمر يختلف من دولة لأخرى.
التسامح والاعتدال
• هناك جدل حول بعض المصطلحات التي وردت في ديننا الحنيف وهي تتداول بصورة كبيرة هذه الأيام مثل التسامح والاعتدال والوسطية وغير ذلك. ربما يستغل البعض هذه المصطلحات لتمييع الدين أو للتحايل على بعض الأحكام، ما تعليقكم؟
•• هي ألفاظ ذات معان عديدة تشمل التساهل والتعامل مع غير المسلم وقد يفسرها البعض بغير معانيها فيفهم التسامح على أنه نوع من التفريط، ويجعل التمسك بدينه وثوابته نوعا من التشدد.
الوسط خير. التسامح المطلوب في ما لا يحل حراما قطعا أو يحرم حلالا قطعا. إذا كان هناك أمر مقطوع بحلاله فلا يجوز لأحد أن يحرمه، وإذا كان هناك شيء محرم قطعا فلا يجوز تحليله بحجة التسامح.
الأمور القطعية لا يجوز التسامح فيها. أما ما عدا ذلك من الأمور المستحبة والمتغيرة بتغير الزمان والمكان فهي مجال للتسامح. حتى ما هو محرم قطعا أو حلال قطعا إذا وجدت ضرورة قصوى يوجد معها الخوف الشديد على استمرار الحياة أو ضياع المال أو انتهاك العرض، سواء في ديار المسلمين أو في غيرها فهذه ضرورة والضرورة تبيح المحظور كما قرر العلماء الثقاة. ولكن لا ينبغي أن يستمر هذا الوضع بحجة الضرورة بل ينتهي بزوال الضرورة القصوى وتقدر الضرورة بقدرها.
مكبرات الصوت
• هناك أمور تحدث في رمضان على وجه الخصوص، مثل الكلمات التي تلقى بعد أداء الصلاة، ورفع أصوات مكبرات الصوت في المساجد وكذلك حجز الأماكن للصلاة في المساجد وغير ذلك من النقاط التي يجب توضيح التجاوز فيها إن وجد؟
•• بعض الناس يقعون في المخالفات. من حيث طول التراويح وبدايتها ونهايتها ضابطه أنه إذا حدث اتفاق بين جماعة المسجد المداومين على الصلاة والمنتظمين أو أغلبهم على أمر من ذلك كأن يقرأ الإمام جزءا في كل يوم فليس هناك حرج. إذا لم يناسب هذا الأمر أقلية فهم استثناء لا يحل القاعدة. أما حجز الأماكن فقد قال أهل العلم إنه إذا داوم الإنسان على الصلاة في مسجد معين فلا بأس أن يحجز مكانا فيه. ولكن إذا أقيمت الصلاة لا يمكن ذلك.
• البعض يبيعون الأماكن في الحرمين، ما توضيحكم؟
•• ما عنيته هو أن يأتي الإنسان ويحجز بسجادته مكانا للصلاة، فإذا أتى قبل إقامة الصلاة فهو أولى الناس بهذا المكان. وإذا أقيمت الصلاة فالمكان لمن كان موجودا. أما أن يتخذ الأمر وسيلة للتربح فهذا لا يجوز. بعض الناس يحجزون أكثر من مكان ليعطوها لمن لا يعرفونهم وخاصة في الحرمين إذا كانوا يدفعون أكثر. المسجد وقف لمن سبق. كذلك مسألة رفع الأصوات عولجت وقيل فيها الكثير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.