أكد الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة أن آيات القرآن الكريم التي ذكرت أساليب التفكير وإعمال العقل وحث الناس على الولوج في أبواب العلوم المختلفة داعية إلى حسن النظر والتفكير في مشاهد الكون وكينونة الإنسان ومن تلك الآيات (أفلا تتفكرون)، (أفلا تعقلون)، (أفلا تتذكرون). وأوضح أن هذا النهج الذي انطلقت منه دعوة الإسلام أسهم في سلامتها من الاختلال والاضطراب مما قد حصل لكثير من الدعوات السابقة، كما أسهم في جذب أولي النهى وأصحاب الفكر وذوي العقول الراجحة إلى مكنون رسالة الإسلام وجوهرها ومبادئها، وقبل هؤلاء التعرف على دين الله الخاتم مبهورين بحججه المنثورة في القرآن الكريم وبأدلته التي تعرضها السنة النبوية المطهرة التي لا يمكن أن تكون كما شهد المنصفون من بني البشر على اختلاف أديانهم من صنع البشر. وأضاف المصلح: إن الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وضعت في اعتبارها هذه الحقائق، وأنشأت برامجها على أسس علمية مستنبطة من منهج الإسلام واعتماد مبدأ العلم والتفكير وإعمال العقل والحواس لمعرفة الحقائق وسبر أغوارها، ومن ثم تلمس الهداية والمعرفة الصحيحة الحقة. وأشار المصلح إلى أن هذا المنهج جعل روح البحوث التي تعرض صور الإعجاز العلمي تمتلك وسائل الجذب إلى المعرفة والإيمان الصحيح، حيث لا توجد وسيلة أكثر تأثيرا أو أقوى حجة منها للدعوة، وبخاصة دعوة أهل العلم والمعرفة في مشارق الأرض ومغاربها، مؤكدا شهادة كثير من هؤلاء العلماء بقيمة بحوث الإعجاز العلمي وبتأثير علومه على العقل، وكثير منهم آمنوا بعد أن توصلوا إلى الحقيقة التي كانت بعيدة عن منالهم، معلنين أن القرآن الكريم كتاب دعوة عظيم وسفر إلهي تتوفر فيه كل وسائل الإقناع والسبل الموصلة إلى الحقيقة وهذا من الأدلة على أنه كتاب رباني ورسالة إلهية وليس من وضع البشر. وبين أن الهيئة تسير على هذا النهج متحرية مناهج البحث العلمي وضوابطه المقررة من خلال الحجة والبرهان لمخاطبة العقول، ففي مجال البحث العلمي ألزمت الهيئة نفسها بضوابط محددة تتلخص في ثبوت الحقيقة وتجاوزها الفرضية والنظرية بحيث لا تقبل النقض ولا التغيير، إلى جانب وجود الدلالة الظاهرة على تلك الحقيقة في كتاب الله أو ما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن تكون الدلالة وفق مفهوم العرب الذي نزل القرآن بلغتهم، مع الربط بين الحقيقة ودلالة النص بأسلوب ميسر وسهل، والبعد عن البحث في الأمور الغيبية التي اختص الله بعلمها، مع التزام تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف هذه الأمة، ثم بدلالة اللغة العربية التي تنزل بها القرآن الكريم.