يعلو في سماء الاختبارات ما يعكر صفوها ويكدر خاطرها حتى غدت أيام حصاد مقلقة وأزمة مفزعة ومشكلة لم تقو عليها إدارة المدرسة ومعلموها بل وزارة التعليم بحجمها الهائل فاستعانت بعصا الشرطي الغليظة، وذلك لأن الحصاد شابه بعض الوهن بسبب قصور في التعامل مع بعض المواقف التربوية داخل جدران المدرسة أثناء العام الدراسي حيث لم يتم التعامل معها بالشكل السوي السليم. وأورد لكم هنا تعاملين تربويين للمقارنة: بين حالة أحد الاطفال الذي انتقل مع والديه المبتعثين للدراسة في الخارج ليلتحق بعدها الصبي بإحدى الروضات هناك، لقد كان الطفل عصبي المزاج ذا سلوك متوتر وبعد فترة تحسنت سلوكيات الطفل كثيرا، وبالمقابل حالة طفلين «توأمين» فبعد انتظامهما في إحدى رياض الاطفال هنا اتصلت المسؤولة في الروضة على ولي أمر الطفلين تأمر بعدم إحضار الطفلين الى المدرسة لعدم استطاعتهم التعامل مع فرط الحركة لهما إلا بعد عرضهما على طبيب نفسي مع العلم أن اجراءات القبول منطبقة على الطفلين فيا للعجب من تصرف محزن يدعو للتساؤل هل تخصص رياض الأطفال الذي يدرس في جامعاتنا قصر على التعامل مع الأطفال المؤدبين الهادئين. إن فصل الطالب من المدرسة من قبل الإدارة هو بمثابة إعلان فشل تربوي وعجز مهني تعاني منه المدرسة بجميع طاقمها فإن من أولويات حقوق الطالب تعديل سلوكه ليستطيع الاندماج في المجتمع المدرسي وبالتالي يستطيع تلقي العلوم المختلفة ليكون فردا صالحا منتجا. فلا عجب أن يستعان بالشرطة وسلطتها القوية للتعامل مع مخرجاتنا التربوية، إن الأساليب التربوية الخاطئة التي ينتهجها بعض التربويين للتعامل مع المواقف المتعددة في المدرسة منذ دخول الطالب صباح اليوم الدراسي حتى عودته صباح اليوم التالي «أربع وعشرين ساعة» لن أقول حتى خروجه منها ظهرا لأن كل كلمة أو تعامل أو تصرف يبقى مع الطالب طوال اليوم في المدرسة والمنزل يختزله يفكر فيه ينتهجه يطبقه فيشجعه أو يحبطه بحسب الموقف الذي تعرض له في مدرسته. إن فلذات الاكباد الذين شكلوا عبئا على الوزارة فاستعانت بالشرطة عليهم هم، الذين كانوا في حاجة الى عناية خاصة ورعاية معينة يوما بين جنبات المدرسة ولكن لم تقابل تلك الاحتياجات بالأساليب التربوية المناسبة وهذه المطالب أو الاحتياجات قد تكون ايجابية كرعاية موهبة او تميز او إنجاز فقوبلت بالإحباط او الإهمال. فلنعمل بجد وإخلاص على أن تكون مدارسنا محاضن حب وتقويم وإصلاح ورحمة وشفقة تعنى بجميع النواحي الشخصية (نفسية، عقلية، وجدانية، اجتماعية، دينية) لطالب العلم والطفل بداية. جوهرة حمد العثيمين