مع بسط داعش الارهابي سيطرته على الرمادي اندلعت معارك سياسية وامنية قاسية داخل الحكومة العراقية التي انقسمت على نفسها حيال قضية التعامل مع مئات آلاف الأسر الانبارية التي نزحت صوب بغداد فكان القرار الأمني بإغلاق معبر بزيبز في وجه النازحين ومنعهم من دخول العاصمة هو الغالب. رئيس مجلس شيوخ الانبار الشيخ نعيم الكعود، قال ل«عكاظ»: انه أبلغ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بخطورة قرار إغلاق بزيبز في وجه نازحي الانبار الذين سيواجهون الموت الجماعي اذا استمرت بغداد في منعهم من الدخول. ولا شك أن المشهد الإنساني مؤلم لآلاف الأسر الملقاة على أطراف الصحراء قبالة بغداد دون مأوى يقيهم من حرارة الشمس حيث باتوا أمام تهديد خطر الجوع والعطش والأمراض. رئيس مجلس شيوخ الانبار حمل القيادة السياسية العراقية مسؤولية ما آلت إليه أوضاع النازحين الذين يحتاجون مساعدات إنسانية عاجلة، مطالبا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية وإنقاذ النازحين. ومع الضغط السياسي والمجتمعي الذي يتعرض له رئيس الوزراء، برر أن إغلاق معبر بزيبز جاء لمنع تسلل لعناصر من داعش ضمن النازحين ومع ذلك فقد طلب بفتح جزئي للمعبر وتعطى أولوية الدخول للنساء والأطفال. أزمة النزوح أمام معبر بزيبز خلقت أزمة إنسانية كبيرة مهددة بالتحول إلى كارثة إن بقيت الحكومة العراقية تصر على موقفها من التعامل مع قضية النازحين، فالكتل البشرية التي باتت تتكدس على معابر بغداد تضع الحكومة نفسها أمام تحد جديد لكنه هذه المرة تحد إنساني يصعب السيطرة عليه. ما يجري أمام معبر بزيبز من حالة إنسانية قد تتحول إلى كارثة، يشير إلى أن ما يجري معركة سياسية عراقية لكنها هذه المرة بغطاء أمني وفق ما يؤكده رئيس مجلس عشائر الانبار.