هل تعرفون هؤلاء: عبدالجبار محمود ونورة الفداغ ورنا ورفال بوقس ولولوة الشيحة وماريا الكردي وعبدالعزيز الشهراني.؟! إنهم علماؤنا الحقيقيون الذين عادوا بانتصارات كبرى من مسابقة «إنتل آيسف للعلوم والهندسة» الأمريكية، التي تعد من أكبر المسابقات التخصصية في مجالها على مستوى العالم. استحق الشباب والبنات الذين فازوا، والذين شاركوا بهذه المسابقة، أن يرفع لهم المجتمع القبعة ويحيي إنجازهم وعودتهم إلى أرض المملكة سالمين غانمين. ليس ثمة أحد يستحق تحية كبرى، من هذا النوع الخاص جدا، سوى الذين يعملون في صمت وينجزون مشاريعهم العلمية بعيدا عن صخب الناس وضجر المماحكات والنقاشات حول مسائل لا طائل منها. ضعوا هؤلاء الآن في مقابل أولئك الذين أشغلونا وأقضوا مضاجعنا بهديرهم وجعجعاتهم خلف توافه الأمور وقشور الحياة التي لا تقدم ولا تؤخر. تخيلوا لو أن واحدا أو واحدة من العلماء الصغار الفائزين بتلك المسابقة العلمية العالمية الكبرى شغل نفسه بما يقول فلان أو علان وما يحرض عليه من باطل الأقوال والأفعال والتصرفات التي تنتشر هذه الأيام في كل مكان. طبعا لو انشغلوا بذلك لما حققوا هذه المنجزات العلمية التي نافسوا فيها مشاركين ومشاركات من دول متقدمة تنتشر فيها مراكز الدراسات والأبحاث مثل انتشار الاستراحات عندنا. أعلم علم اليقين أن لدينا، من أبنائنا وبناتنا، الآلاف من النابهين والموهوبين والعباقرة، لكن انصراف المجتمع ومؤسساته بشكل عام إلى أمور وهموم أخرى يجعل من الصعب اكتشافهم ووضعهم في بؤرة الضوء الاجتماعي لنغنم وطنيا من مواهبهم وتميزهم الشخصي العلمي. لذلك لا بد أن نثمن لمؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) وشركائها من الجهات الحكومية والرعاة جهودهم المهمة في هذا السياق. سياق فتح طرق الإبداع والابتكار أمام الشباب المتدفقين مواهب وطاقة وطموحا، وتمكينهم من المنافسات المرموقة التي تلفت النظر المحلي والدولي إليهم، ليشعروا بأهميتهم وقيمتهم العلمية. على نفس هذه الطريق نريد أن نجمع هذه القدرات الخارقة لأبنائنا وبناتنا في مراكز أبحاث علمية محترفة تتوزع في كل مناطق المملكة لكي نضمن، من جانب، عدم ذوبانها في المشهد العادي العام. ولكي نستثمر، من جانب آخر، في هذه المواهب لتخليق جيل من العلماء الشباب الحقيقيين، الذين يضفون على مشهدنا التنموي قيمة علمية حقيقية تساهم في إحداث نقلة حضارية نوعية تقربنا أكثر من عوالم الإبداع والابتكار والاعتماد على الذات في مستقبل بلدنا وأجيالنا. ولذلك نشأ السؤال البديهي بمجرد السماع عن تفوق شبابنا وبناتنا في تلك المسابقة المرموقة: ما هو مصيرهم باعتبارهم علماء اعترف العالم بهم ومنحهم تحياته وجوائزه.؟. [email protected]