لقد أعددت لهذا اليوم مقالا بعنوان «اخشوشنوا» ولكن قراءتي لما خطه الكاتب الأستاذ مشعل السديري لمعالي وزير التعليم عن المخدرات بين الطلبة وما زكى ذلك الكاتب الدكتور حمود أبو طالب عن الموضوع ذاته رأيت أن من واجب مهنتي أن أعلق على ما جاء عن الكاتبين في هذه الجريدة وأوجه هذه الكلمات المتواضعة للإخوة وأقول إن أهم أسباب تفشي هذا الطاعون بين أبنائنا ليس له علاقة بوزير التعليم ولا المسؤولين في الوزارات الأخرى، بل الأسباب تبدأ بنا نحن كبار (سن) المجتمع مثل الكاتب ومشعل وحمود وغيرنا فكيف؟. إن للمخدرات أسبابا كثيرة تساعد على انتشارها بين أفراد المجتمع وخاصة الطلبة ومن أهمها وأقواها انعدام التربية ابتداء من البيت، ثم يأتي بعد ذلك في المقام الثاني الفراغ المميت عند الطلبة في عطلة آخر الأسبوع، ويلي ذلك الرفقة السيئة ثم البيئة المحيطة بالطلبة فالإعلام. من منطلق هذه الأسباب يبدأ العزم في محاربة هذا الطاعون. فالعرض مبني على الطلب وعند انعدامه يختفي العرض. فطالما هناك سوق وزبائن وجد المروجون والبائعون. فالعزم ينطلق من التربية وملء الفراغ وتأكد الوالدين من الرفقة الحسنة وتنظيف البيئة المحيطة بالطلبة ابتداء بالمدرسين والمدرسات الخصوصيين بالذات. والبيئة النظيفة تبدأ من البيت حيث الخادمات من جميع الأجناس والمستوى الاجتماعي، ولا سيما أن النظام الآن صرح لهن الخروج من المنزل بمفردهن فأتاح لهن الترويج الآمن والعودة إلى البيت محملين بالطاعون لترويجه على الأبناء، والوالدان نيام. ثم السائقون فهم يشكلون بيئة ملوثة لأبنائنا في مشاويرهم إلى المدرسة والجامعة والزملاء والمطاعم... إلخ. فالمجتمع النظيف يبدأ بالبيت النظيف، البيت النظيف لا علاقة له بالوزير أو المسؤول.. إن الإعلام سلاح ذو حدين من الممكن أن يكون عاملا من عوامل الانحراف، فما نشاهده اليوم عبر القنوات الفضائية من برامج الانحراف والمخدرات وجرائم السرقة والإرهاب ما هو إلا طريق للانحراف الفكري والسلوكي لدى أبناء مجتمعنا.. فهذه بعض من الأسباب الرئيسية التي تكون سببا قويا في انحراف الطلاب ووقوعهم في قبضة شبح المخدرات.. وهي على سبيل المثال لا الحصر.. إذ أن الموضوع أكبر من أن يحاط بهذه الكلمات. والآن السادة الكرام مشعل وحمود والكاتب والقراء الكرام والوزراء والمسؤولون وبعد أن عرفنا وتطرقنا لأسباب الطاعون أو طرف من ذلك وجب علينا جميعا أن نعلن محاربة الأسباب والقضاء على هذا الطاعون قبل أن يقضي علينا وعلى طلابنا وأبنائنا، وبما أن الأجهزة الذكية أصبحت هما في متناول كل طفل وطفلة وطالب وطالبة وأب وأم وسائق وخادمة ومدرس ومدرسة وأصبحت هما شاغلا.. أقترح على المسؤولين أن يزيدوا التحذير والتوعية والرقابة المستمرة على هذه الأجهزة الذكية ومحاربة هذا الطاعون.. فلا ندم ينفع بعد فوات الأوان، وكلمة يا ليت عمرها ما كانت تعمر بيت.. فهل من مجيب؟. للتواصل ((فاكس 6079343))