لا يخلو مجتمع من ظرف بعض أفراده الذين يحولون كل ما يمر بهم إلى حالة انشراح، وهذه الفئة مهما اتسمت بالمبالغة في التندر إلا أن ظرفهم يكون قريبا من المزاج العام. واكتساب مجتمع سمة دون سواه يكون مرد ذلك إلى إشاعة هذه الخصلة بين الناس، فتحول تلك الصفة إلى عنوان لهذا المجتمع دون غيره، ولأسباب يطول شرحها مختلفة، كأن يقال بأننا شعب لا يبتسم. حتى إذا ظهرت وسائل الاتصال وجدنا أنفسنا من أفضل شعوب العالم احتفالا بالنكتة، بل يتم تظفير الأحداث بعضها ببعض من أجل خلق المفارقة المضحكة. وأثبتت الأحداث المتوالية مقدرة أولئك الظرفاء على استرداد الضحكة من بين شفاهنا المزمومة.. وتحولت مشاكلنا الاجتماعية وأحداثنا اليومية إلى نكتة كبيرة يتسابق الجميع على ترديدها. ولأن وزارة الصحة تمثل الواجهة للتنكيت، هذه الأيام، فقد حظيت بزخم هائل من التعليقات التي تؤكد على عدم رضا الناس عن خدماتها، ولأن حالة الصحة مستعصية، بالرغم أن من استوزر عليها كفاءات كبيرة، إلا أن أوضاع الوزارة تسير من سيئ إلى أسوأ. وقد أبدع أحد الظرفاء حين قال: «في حالة الصحة (طبيب)، وجربنا (اقتصادي)، وجربنا (مهندس)، أظن لازم لها الآن (راقي) يقرأ عليها لأنه ممكن تكون الوزارة مسحورة». ولأننا مجتمع يظن أن كل أفراده مسحورون أو معيونون، فلِم لا تكون بعض وزاراته أصابتها العين أو علق بأحد أسوارها سحر أسود.! وبعيدا عن ظرف الظرفاء، ألا يحق لنا أن نتساءل: ما الذي يحدث في وزارة الصحة؟ ما الذي يؤخر ويبطئ إنجازاتها ؟ ولماذا تتعرقل كل خطط واستراتيجيات الوزارة؟ ولماذا يخرج كل وزير منها ولم يستطع تحقيق طفرة في خدماتها بالرغم من المليارات التي تضخ في ميزانياتها؟ أعتقد أن السبب كامن في الشخصيات الإدارية في الوزارة، والتي لم يتم استبدالها خلال سنوات طويلة، بالرغم من تعاقب سبعة وزراء في فترة وجيزة.. فلماذا لم يتم النظر في تلك الأدوار، فربما ينفخ في صورة الوزارة؟. [email protected]