الحديث عن النور والظل له أبعاد متعددة، فالنور له درجات وليس الظل، وهناك مجالات عدة للحديث عن النور. فمثلا: هناك نور العين وهناك نور القلب وأيضا نور الفكر ولكل منها حديث وجب أن يكون مستقلا عن الآخر والنور المستهدف غالبا يكون نور القلب وإن كنت أحبذ أن يكون نور الفكر هو السباق، نور الفكر هو الذي يتيح لأي فكرة أن تبين بوضوح حينما تسلط عليها أشعة خبيئة لا يراها سوى كاتب الفكرة دون غيره فيلقي النور (الضوء) على الفكرة ويسبح فيها في نور مخيلته ومن هنا يستظل بفيء الفكرة التي يعيشها واعترضت بنورها فكره وتثمر قصيدة نتاجا ظلاليا والنور نور ووضوح.. وبين النور والوضوح صلة قرابة وثيقة لكن بين النور والظل ربما عداء ألد وقد قلت مرة في مقولة لي: إن الظل والنور لا يلتقيان وأقصد من هذه المقولة أن الظل لا يدهمه ظل آخر على النقيض من النور الذي تختلف درجاته فقد يطغى نور على سواه فيزيده توهجا وقد يخبو نور من نور حتى يصل إلى حالة الاضمحلال لكن الظل يبقى ظلا ما دام يعترض النور فى طريقه وهو مرهون بوجود النور بالطبع. نأتى إلى نور آخر وظل آخر.. نور القلب والقلب مركز الإحساس الوجداني وموقع المشاعر العاطفية وهو دائما ينبض بالحب والوداد لمن يستهويه.. قد أرى على نور القلب صورة كل جميل وقد تكون الصورة منقوشة أو محفورة هذا ما يراه القلب على نور منه وهنا نعيش فى ظل هذا الجمال المتواجد تحت نور القلب فيخلف خيالات وظلالا يرتع في أرجائها الوجدان نبضا وإحساسا ومشاعر وينتج من هذه الرؤى ما يستمده المرء من كافة التعبيرات سيان كانت نثرية أو شاعرية أو مرسومة فى لوحة أو مسموعة (قد تكون مقطوعة موسيقية أو أغنية عاطفية) المهم أنه لا ظل ما لم يكن هناك نور.. فالأصل أولا الكينونة للنور ولقد وصف الله سبحانه وتعالى الهدى بالنور وما أجمل الخيال تجريدا أو ظلالا وما أبهى النور أينما يكون وكيفما يكون.