لا تحمل سمية محمد، نزيلة دار الأيتام بمكةالمكرمة، هما إلا في كيفية الدراسة الجامعية، في ظل المنافسة الكبيرة التي تتكرر عاما بعد عام. لكن مخاوف سمية، تأتي بسبب أن ظروفها وغيرها من نزيلات الدار تختلف عن الأخريات، ممن لهن استقرار أسري، وهو النقص الذي تم التعويض عنه بصدور توجيه كريم، بتوفير مقعد جامعي لكل يتيم ويتيمة، إلا أن الكثير من الجامعات لا تلتزم بهذا الإجراء، فيما تجد اليتيمات أنفسهن بلا فرص ابتعاث مثل الأخريات، فيتعرضن لحواجز وتعقيدات وشروط تعجيزية تحرمهن من مواصلة تعليمهن. وفيما تأمل سمية أن ينظر وزير الشؤون الاجتماعية في معالجة هذا الأمر، ويضعه في أولى اهتماماته، دعته إلى تدشين موقع الكتروني أو خط ساخن مع الأيتام لتلقي الشكاوى والاقتراحات مباشرة في حال التعرض للظلم أو الانتهاكات أو العنف من قبل الدار أو الأسر الحاضنة أو الزوج. فيما طالبت ثريا عبدالله برفع سقف إعانة الزواج لهن عن 60000 ريال بسبب ارتفاع تكاليف الحياة، وحتى تستطيع الفتاة تأمين نفسها من خلال هذه الإعانة الملكية إذا لم توفق في زواجها أو تتمكن من مساعدة زوجها؛ لأن أغلب المتقدمين للزواج بفتيات الدار من ذوات الظروف الخاصة، يكونون من محدودي الدخل أو من أصحاب الوظائف المتواضعة، مطالبة الوزارة بالإشراف على المؤسسات التي ترعاهن لضمان سرعة صرفها للفتيات المقبلات على الزواج عوضا عن تأخيرها وفي بعض الأحيان لا تصرف لهن. كما دعت إلى زيادة الدعم للمطلقات منهن وسن نظام يحمي حقوقهن من جشع بعض الراغبين بالزواج منهن إما طمعا في الإعانة أو استغلال ظروفهن، فبعض الفتيات تزوجن من شباب غير صالحين وتعرضن لأنواع العذاب والعنف؛ بسبب تجاهل بعض مسؤولي الدار السؤال عن الخطيب والتأكد من صلاحه. وأضاف ياسر إبراهيم إن إعانة الأيتام الشهرية لا تكفي للوفاء بمتطلبات الحياة اليومية لليتيم في ظل زيادة الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة، فضلا عن عدم كفايتها للاهتمام بالجوانب الحياتية لليتيم وتطوير ذاته وإثبات نفسه واعتماده عليها وكسر نظرة الشفقة التي ينظر بها المجتمع لليتيم، مطالبا بزيادة الإعانة المالية التي تصرف شهريا للأيتام من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية البالغة 2000 ريال للصغار، 3000 ريال للكبار، مشددا على أهمية الدمج الاجتماعي للأيتام مع الآخرين وعدم اقتصار تزويج الأيتام باليتيمات فقط، تخصيص مشاريع لتسكين الايتام من الكبار بدلا من استئجار شقق منفردة وغير مجهزة أو بها أثاث غير صالح. ودعا أبو علي، كافل لأحد الأيتام، إلى تقديم برامج تدعم تعليم الأيتام مختلفي الأعمار، وتساهم في تطوير ذاتهم وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتشجعهم على الاعتماد على أنفسهم، وأن تخصص الوزارة تأمينا صحيا يكفل علاج اليتيم في أفضل المستشفيات داخل المملكة، ويغطي تكاليف علاجه من جميع الأمراض خاصة أن بعض الأسر الحاضنة من متوسطي الدخل الذين يعجزون عن توفير كافة المصاريف العلاجية في حال أصيب الطفل بمرض يتطلب مبالغ كبيرة لعلاجه. من جانبه، تفاءل المدير العام التنفيذي للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام «إخاء» فواز العنزي، بمعالجة وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور ماجد القصبي للكثير من الملفات التي تخص الأيتام، خاصة أنه ذو مسيرة في القطاع الخيري ومن أوائل من وضع اللبنة الأولى للمؤسسة منذ تأسيسها. وقال أتمنى من الوزير الالتفات بشكل أكبر للأيتام في الفترة القادمة، وإنني على يقين أن الوزارة قد حظيت بواحد من الرجال المخلصين الذين عهد عنهم العمل بكل جد وإخلاص في أداء كل المسؤوليات التي يضطلعون بها. وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة كافل لرعاية الأيتام بمنطقة مكةالمكرمة جزاء بن عايض الدهاس، أنه لا يخفى على الجميع أهمية الدعم والمتابعة المستمرة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية للمؤسسات والجمعيات الاجتماعية غير الربحية، حيث له الدور الفعال والمثمر في نجاح انشطتها تجاه المستفيدين من ابنائنا الأيتام، والدولة أيدها الله خصصت ودعمت هذه الفئة من خلال الأولوية لاحتياجاتهم منها التربوية والتعليمية والصحية والتدريب والتوظيف، وهذا ما ينتظره ابناؤنا ايتام البلد الحرام من وزير الشؤون الاجتماعية، بل هذا هو المؤمل منه ولما عهدناه من قيادتنا الرشيدة بالاهتمام والرقي بالعمل الخيري للعمل المؤسسي المنظم.