شن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي هجوما عنيفا أمس على الانقلابيين الحوثيين، مؤكدا أنهم نفذوا انقلابا مكتمل الأركان، واحتلوا العاصمة صنعاء. وقال إن تحالف الحوثيين وإيران والرئيس السابق علي صالح أفشل الحوار والمبادرة الخليجية، وطالب هادي الحوثيين بتسليم السلاح والتحول إلى حزب سياسي كشرط للحوار. وأكد أن اتفاقية الطيران التي وقعها الانقلابيون مع إيران غير شرعية وغير قانونية وستتم محاسبة من وقع عليها. والتقى هادي أمس العشرات من شيوخ القبائل من محافظاتمأرب والبيضاء والجوف وسط وشمال البلاد، وأكد أمامهم أنه غادر إلى عدن مفلتا من الإقامة الجبرية التي كان يخضع لها «بعد أن احتل الحوثيون العاصمة». وشدد هادي على أن الخروج إلى عدن ليس لأجل إعادة التشطير كما يزعم البعض بل للحفاظ على أمن واستقرار اليمن. وتأتي هذه التطورات وسط انباء عن وصول قوات دولية من قوات التحالف الدولي وغواصات إلى المياه الإقليمية بخليج عدن. في هذه الأثناء، حطت أول طائرة إيرانية في صنعاء أمس، غداة توقيع اتفاقية بين طهران والانقلابيين، ستسير بموجبها كل من الشركة اليمنية للطيران وشركة ماهان إيران 14 رحلة أسبوعيا. وأفاد مسؤولون يمنيون ومراقبون أن الطائرات الإيرانية ستكون محملة بالأسلحة والعتاد العسكري لدعم الانقلاب الذي يواجه عزلة دولية وإقليمية واسعة. وأكدوا أن هذا العدد من الرحلات غير مبرر، ولا يوجد عدد من المسافرين اليمنيين يستدعي هذه الاتفاقات والترتيبات. واعتبروا أن ما تردد بأن الطائرة الإيرانية كانت تحمل شحنة مساعدات من الأدوية تبرير فاضح، لأن اليمن ليس بها أي عجز في الأدوية حتى الآن. وكشفوا أن طهران تخطط لدعم الانقلابيين الحوثيين بالأسلحة المتطورة والخبراء والمقاتلين وعناصر من الحرس الثوري عبر الرحلات الجوية في مطاري صنعاء وصعدة. بدوره، اوضح مساعد الامين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن جمال بن عمر، أن مفاوضاته ومشاوراته مع الأحزاب السياسية لا تزال مستمرة، مؤكدا بأنه لا بديل عن الحوار ولن يكون مفيدا الرهان على أي خيار غير طاولة المفاوضات التي تجمع كافة أطراف الأزمة وتفضي إلى حل توافقي بينهم جميعا. وأوضح أن قيادات أحزاب المشترك الثلاثة الكبرى (الإصلاح، الاشتراكي، الناصري) أكدت تشبثها بالحوار ونهج التوافق وشددت على ضرورة إعادة العملية السياسية سريعا إلى مسارها الصحيح، مبينا بأن لقاءاته بهم توصلت إلى ضرورة الاستمرار في التواصل بشكل مباشر وفي إطار المفاوضات الجارية حاليا بهدف إيجاد اتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة بشكل سلمي وتوافقي.