انتقد صانع الفخار الشهير زكي علي الغراش، غياب موقع متخصص لحرفي صناعة الفخار بمحافظة القطيف، مشددا على ضرورة احتضان أصحاب هذه المهنة التراثية، فضلا عن الحرف التراثية الأخرى المهددة بالانقراض في محافظة القطيف، وضرورة إنشاء سوق دائمة لعرض البضائع الحرفية اليدوية، داعيا الجهات المختصة التحرك السريع لإيجاد موقع لأصحاب الحرف بهدف عرض السلع وبالتالي القدرة على التسويق على مدار العام، وتحويلها لتكون موقعا سياحيا لكافة السواح سواء من المنطقة الشرقية أو المملكة أو الدول الخليجية المجاورة. وذكر ل «عكاظ» أن أصحاب الحرف اليدوية حرصوا على التواصل مع الجهات المختصة في هيئة السياحة والآثار بغرض إيجاد موقع دائم، بيد أن الاستجابة لم تكن بالمستوى المطلوب، لافتا إلى أن أصحاب الحرف اليدوية لم يحصلوا سوى على الوعود الكثيرة دون نتائج ملموسة على الأرض، منتقدا عدم استجابة الهيئة لمطالب أصحاب الحرف التراثية في محافظة القطيف، خصوصا أنها تمثل إحدى الحرف السياحية التي تستقطب الكثير من السواح للمنطقة الشرقية. ودعا الغراش أصحاب القرار في هيئة السياحة والآثار وكذلك الجمعيات الخيرية لإنقاذ هذه المهن التراثية، خصوصا أنها مهددة بالانقراض جراء عدم القدرة على تسويق إنتاجها، وكذلك محدودية العاملين فيها في الوقت الراهن، معتبرا المحافظة على هذه الحرف اليدوية مسؤولية جماعية وليست مختصة بشريحة دون أخرى، لافتا إلى أن عدد الذين يتقنون ويمارسون هذه المهن التراثية قليل. وبين أن العديد من أصحاب الحرف اليدوية انتقل إلى جوار ربه دون وجود آخرين قادرين على تعويض ذات الموقع، لاسيما أن الأبناء يعزفون عن توارث مثل هذه الحرف، الأمر الذي يسهم في اندثارها في غضون سنوات قليلة، مشيرا إلى أن الذين يأتون من خارج المنطقة ينتابهم الجهد والتعب في البحث عن أصحاب هذه المهن التراثية، موضحا أن البعض من الحرفيين يتخذ من المزارع والمنازل موقعا لإنجاز الأعمال جراء الافتقار للمواقع الملائمة لممارسة الإبداع. وتحدث الغراش عن صناعة الفخار في محافظة القطيف قديما بأن «صناعة الفخار» كانت قديما عليها الاعتماد، مبينا أن الفخار كان يستخدم سابقا كأواني منزلية، لحفظ الأطعمة، وتبريد الماء، مضيفا إن الجحلة مثلا كان يوضع فيها الأرز، والحب كان يوضع فيها الماء للتبريد. وأضاف كما أن المشربيات كالشربة والبغلة التي يستخدما في ارتشاف الماء، والصحون والقدر والبرمل في الطبخ، مشيرا إلى أنه مع الوقت قد استحدثت هذه الأشياء – الأواني المنزلية - ، وأصبحت معدنية، مما جعل صانع الفخار يتجه إلى أشياء أخرى كصناعة «التنور» المستخدم في صناعة الخبز العربي نتيجة وجود المطاعم المنتشرة. ولفت إلى أن الناس بعد فترة زمنية بدأت تبحث عن التراث، وقال عدنا نصنع الأشياء التي يستخدمها الناس كتراثيات، مضيفاً إنهم يقومون بعمل قوالب فنية جمالية للإنارة، مشيرا إلى أن أي فكرة يطلبها الزبون يقومون بترجمتها باستخدام الفخار. وقال إن صناعة الفخار تعتمد على المادة الأساسية وهي الطين وكيفية تدويره في جهاز «الشرخ»، الذي يسمى في بعض الدول العربية ب «الدولاب»، مشيرا إلى أن «الشرخ» لازال تقليديا، حيث يدار بالقدمين، متصل بعمود يقوم بعملية دوران الصحن العلوي الذي تضع عليه قطعة «الطحين»، إضافة إلى استخدام الماء لتسهيل عملية الدوران، مضيفا أن صانع الفخار يقوم بصنع الأشكال التي يريدها. يذكر أن الحرفي «صانع الفخار» زكي علي الغراش كان يمارس هذه المهنة منذ كان صغيرا، وله قرابة 30 عاما في صناعة الفخار، وقد شارك في عدة مهرجانات في محافظة القطيف وخارجها كمهرجان الجنادرية الذي شارك فيه 17 عاما، والذي سيشارك فيه في موسمه القادم، إضافة إلى أن جميع أفراد عائلته يمارسون صناعة الفخار، حيث كانوا يمارسونها كمهنة لهم.