أحبطت قوات الأمن محاولة للتسلل قام بها إرهابيون قدموا من الأراضي العراقية، إلى داخل الأراضي السعودية، أسفر عن قتل المتسللين الأربعة، كما استشهد ثلاثة من رجال الأمن بينهم قائد المنطقة الحدودية الشمالية لحرس الحدود وأصيب اثنان بجروح في عملية ناجحة لقطع يد المتسللين ودحر الإرهاب. إن هذه العملية الإجرامية المستنكرة تؤكد مجددا على فشل الإرهابيين في تجاوز الحدود والتسلل إلى داخل الأراضي السعودية، كما أن هذه العملية البشعة تحمل دلالة على أن هؤلاء الإرهاربيين جاءوا للتعرف على مفاصل الحدود السعودية، والحمدلله وجدوا حائط صد منيعا وقويا من قوات سلاح الحدود، وبقتلهم تكون الأجهزة الأمنية قد فوتت والحمدلله على الإرهابيين الفرصة لمحاولة إحداث حالة الفوضى التي ترفضها المملكة ولن تسمح إطلاقا لكائن من كان المساس بالحدود تحت أي ظرف من الظروف باعتبارها خطا أحمر لا يمكن تجاوزه. ويتضح من سير العملية أن التكتيك الذي اتخذه الإرهابيون هو أن يحمل أحدهم المتفجرات والآخر يحميه، فإذا فجر الأول نفسه هرب الآخر وعاد إلى جماعته المشبوهة، لكن العملية لم تترك لهم الفرصة لتحقيق ذلك بفضل الله ثم بوجود القوات المستعدة لردع الإرهاب. ومن المؤكد أن قوات الأمن استفادت من هذه العملية للتعرف على أساليب الإرهابيين التي اتبعوها وعلى تكتيكاتهم الخبيثة. والمعروف أن تنظيم «داعش» الإرهابي له أذرع إرهابية تنتشر في كثير من الدول، وقوة تنظيم «داعش» الإرهابي لا تكمن في الإرهاب المسلح البشع الذي يمارسونه فقط، بل في الإرهاب الفكري الذي يتعاطونه، فهم يقتلون ويذبحون بلا رحمة في أعمال بربرية همجية واستخدموا الإعلام التقليدي والحديث ووسائل التواصل لإغواء الشباب للتعاطف معهم، فاتخذوا من الإسلام وسيلة للوصول إلى أهدافهم القميئة والإسلام منهم براء. لقد بلغ ب«داعش» مداه من البربربة والهمجية أن وظف إعلاما مضللا مشبوها، ودخلوا على وسائل التواصل الاجتماعي فأوحوا بأنهم موجودون في كل مكان.. ومهما حاول الإرهابيون ومهما كانت قوتهم فإنهم مدحورون ولن يستطيعوا الوصول إلى مآربهم الخبيثة، وخططهم التدميرية لمقدرات العرب ستفشل، وستتمكن المملكة بإذن الله من مواصلة لجمها للإرهاب واجتثاثهم من جحورهم.