حفظ بين ضياع قضايا وقصص لم تعرض للنور ومعاملات مسوفة وقرارات طال انتظارها ومماطلات لا نهاية لها، ظهرت أصوات فردية نسمعها من أطراف بعيدة تحت مسمى ناشط اجتماعي فهم بمثابة سبق منتظر فكم من متضرر علق عليهم الآمال واستبشر خيرا بهم فهم صوت وصورة لمجتمع كامل فالمسؤولية كبيرة ويجب أن يكونو بحجمها. ولكن ما رأيته في أحد البرامج كان الضيف يدعي أنه ناشط اجتماعي وبدأ يمجد ذاته وأن لولاهم لما حلت مشاكل الناس او بانت، حتى وإن كانت مطالباته حقا مشروعا كرهت أن تتحقق فقد رسم لي المجتمع في صورة سيئة وبدأ يخلط الحابل في النابل ويشبك الأمور ويعلقها من منظور حرية شخصية بين إسلوبه الفض وتمرده غير المتقبل، نحن في يد جاهل يلعب بنا كيفما يشاء أبينا أو رضينا نحن نعرض للعالم بالطريقة المزعجة فأي خطأ منه يعتبر فضيحة بجلاجل للمجتمع، لذالك في نظري لا بد أن تكون هنالك ضوابط وشروط فليس كل شخص باستطاعته ان يكون ناشطا اجتماعيا. الحمد لله أن مثل هذه النماذج قليل جدا وسرعان ما يتلاشى ويبتعد عنه الضوء ففي الآونة الاخيرة شهدنا ظهور برامج من نوع خاص ومختلف تسلط الضوء على مشاكل مجتمع حقيقية بل وتساهم في حلها بطريقة جريئة غير جارحة وفق قواعد وأسس بكوادر نشطة اجتماعيا من النوع الذي يشرفنا كثيرا، فليس الهدف هو تمجيد الأخطاء أو حتى عدم الاعتراف بها فالمجتمع الذي لا يتحسن سيبقى في عصور الظلام عائما ولن يعرف للنور طريقا، الفيصل هنا هو طريقة المطالبة ففي مثل هذه الحالات ليست جميع الطرق تؤدي إلى روما بل نحتاج ناشطين مفكرين مثقفين ومتزنين يجيدون الاقناع محنكين في التفكير والردود ليقودوا الركب في الطريق الصحيح الذي يؤدي إلى النجاح. يقال «الرؤية حين تتوحد تتسارع الخطى» لذا هدفنا أسمى وأملنا في التصحيح والنجاح عظيم فليس هنالك مستحيل فبالتعاضد كل معضل يضمحل. أفنان الهتاني