يواصل القطاع الخاص في المملكة استكشاف قنوات تسويق جديدة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، خصوصا مواقع التواصل الرائجة مثل تويتر، ويوتيوب، وفيسبوك، ولينكد إن، باعتبارها الأقل كلفة والأكثر انتشارا والأسرع وصولا إلى العملاء، إضافة إلى التواصل المباشر معهم. وتستفيد الشركات والمؤسسات التجارية من تنامي شعبية شبكات التواصل الاجتماعي في المملكة وتعدد استخداماتها، في ظل انتشار خدمات الإنترنت في المملكة وتوافرها للجميع، لاسيما عبر خدمات النطاق العريض التي سهلت الدخول إلى شبكات التواصل عبر أجهزة الهواتف الذكية. وتبدو مؤسسات القطاعين العام والخاص والمنظمات الخيرية وغير الربحية أكثر حماسا اليوم للاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل الميزات التي توفرها تلك المواقع، من حيث التواصل السريع مع الجمهور، وإطلاهم على المستجدات، وتحري ردود الفعل والرد عليها خلال فترة زمنية قياسية. وبعد أن وجدت الصحف الورقية منافسة شديدة بسبب تنامي الإقبال على خدمات التسويق الإلكتروني بشكل عام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أن القنوات التلفزيونية ستواجه تحديا مماثلا، بسبب التوجه إلى الإعلان المرئي عبر الشبكات الاجتماعية، وبشكل كبير عبر موقع (YouTube) المتخصص في بث مقاطع الفيديو. ويعتبر موقع (YouTube) من أكثر المواقع الإلكترونية جماهيرية وانتشارا في المملكة بتسجيله أكثر من 90 مليون مشاهدة يوميا – حسب موقع (google) الإلكتروني –، لتصبح المملكة البلد الأكثر استخداما لهذا الموقع على مستوى العالم. وشجعت هذه الأرقام الكبيرة للمشاهدة اليومية على الموقع في السعودية العديد من المؤسسات على إطلاق مشاريع تسويقية عبره. وأطلق أحد المراكز التجارية في جدة تجربته الأولى في التواصل مع عملائه عبر موقع (YouTube) بإطلاق قناته الخاصة على الموقع، وإنشاء منصة وسط المول لإجراء مقابلات مصورة مع زوار المول والمستأجرين فيه وعرضها في القناة الخاصة بالمركز. وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة، أن قناة المركز على موقع (YouTube) تؤدي دورا استراتيجيا مهما في الترويج لمنتجات وخدمات المستأجرين بالمول، وتسهل التعرف على جوانب التحسين المطلوبة للعمل على تلبيتها. وأكد أن هذه القناة تفتح المجال للتفاعل مع الجمهور المستهدف، وطرح آراء الزوار وأفكارهم الإيجابية التي من شأنها تطوير مكانة المول، وتجاوز تطلعاتهم. وأشار إلى أن العاملين في «غرفة (YouTube)» يجرون من ثلاث إلى أربع مقابلات يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة العاشرة مساء مع العملاء وبثها عبر القناة، وقال «استطاعت قناة المول حتى اليوم تسجيل 347 مشاركة على الموقع حتى الآن»، معربا عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته القناة حتى الآن. وبين أن حضور المول على مواقع التواصل الاجتماعي لا يتوقف على موقع (YouTube) فقط، فقد حصل حساب المول على موقع تويتر على أكثر من 26.730 متابعا وأكثر من 195.570 معجبا على موقع فيسبوك. ويتوقع خبراء في مجال التسويق أن يسهم نجاح التجارب الحالية في الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعي، ومن بينها موقع (YouTube) في جذب المزيد من الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة والقطاعات غير الربحية إلى توجيه جزء كبير من برامجها التسويقية إلى هذه المواقع، وإنشاء المزيد من القنوات التسويقية.