وقف محمد المنصور في حيرة من أمره بجوار حلقة الأغنام في جدة، حيث سبق أن سمع طبيبا بيطريا يؤكد أن العقاقير والحقن التي تعطى للماشية ربما تنتقل إلى الإنسان الذي يستهلك منتجات ولحوم ماشية معالجة بالأدوية والحقن. ويعتبر المنصور واحدا من الذين يخافون من أساليب الغش في سوق الماشية حيث أصبح الخوف من شراء ماشية معالجة بالأدوية والحقن بديلا، فضلا عن خوفهم من مربيي الماشية الذين يتركون أغنامهم تأكل من الحشائش التي بجوار مصبات الصرف الصحي. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد حلواني استشاري الأمراض المعدية أن الإنسان بإمكانه اكتساب البكتريا المضادة للأمراض التي كانت تعاني منها الماشية قبل الذبح، من خلال الطعام، في حال إذا ما تلقت الماشية كميات كبيرة من الأدوية والمضادات لم يستطع جسم الماشية على امتصاصها قبل ذبحها.وأضاف «اكتساب الإنسان للبكتيريا من الحيوان يختلف باختلاف الأدوية المعطاة للماشية قبل ذبحها، ومدى كمية وقوة تلك الأدوية والحقن، ومدى امتصاص الماشية لها، ويدخل في ذلك أيضا البروتينات والأعلاف التي تعطى للماشية. وبدوره علق أحد الاستشاريين البيطريين بالقول: إن تأثيرات المضادات الحيوية ومحفزات النمو التي تعطى للماشية قد تؤثر على المستهلك مباشرة، بحسب نوعية العقاقير والحقن المعطاة للماشية. موضحا بقوله: هناك فترة زمنية تسمى بفترة الأمان أو السحب، تتطلبها الماشية المعالجة قبل تسويقها، وإلا كان لحم الماشية مشبعا بتلك العقاقير. وأضاف بقوله «المستهلك للحوم قد يتأثر صحيا إذا ما تناول لحم ماشية كانت تعالج، ومن أضرار ذلك أن المستهلك قد لا يستجيب للعلاج إذا ما كان مريضا، بسبب أن تلك اللحوم مشبعة ببكتيريا المضادات.. ولذا كان من الضروري وجود مدة زمنية «فترة الأمان» قبيل تسويق الماشية المعالجة، وهي مدة تختلف بحسب الأدوية التي تعالج بها، وتنحصر مدة فترة الأمان في العادة ما بين أسبوع أو عشرة أيام.. إلى ثلاثين يوما. ويؤكد مربي الماشية فهد أبوعبدالله أنه من الضروري الالتزام بتوصيات الأطباء البيطريين في عدم تسويق أي ماشية تلقت علاجا طبيا إلا بعد أسبوع، حتى يزول تأثير العلاج، مشيرا إلى أنه من الطبيعي أن تمرض الماشية وإلا لما كان هناك طب بيطري. موصيا بشراء الماشية «البلدي»، باعتبارها منتجا محليا، بخلاف المستورد الذي قد تختلف شروط رعايته الصحية في بلد المنشأ. ويشير لافي الحربي (مربي ماشية) إلى أن زبائنه يحرصون على الشراء منه تحديدا، لمعرفتهم بطرق تدجينه للماشية، وقال: «الحديث عن ترسبات الأدوية في لحم الماشية وتأثيره على الإنسان أمر مهم جدا، لكن من الأولى أن يهتم المتسوق أولا بنوع الطعام المقدم للماشية التي يريد شراءها، فهناك من يرعى بماشيته بين القاذورات وبين المجاري، ويشجعه على ذلك أن الماشية قد لا تمرض، وإذا مرضت فهناك المضادات الحيوية، التي يخشى منها، فكيف إذا اجتمعت مع العلف والماء الرديء.