مر إنقاذ المبتعثة السعودية إلى أمريكا (أماني بنت عبدالعزيز الدهمشي العنزي) حياة طفل أمريكي، سقط عليه باب زجاجي، وهو يتجول برفقة والدته، في أحد المجمعات التجارية بولاية ميزوري الأمريكية، مر دون إشارة تذكر، في وسائل الإعلام الأمريكية، ولو حدث ذلك من مواطن أمريكي، لحظي بمتابعة صحفية متعددة الوسائط، بل يمكن القول: إنها تغطية صحفية أمريكية متكاملة، في مقابل الصمت المطبق إزاء سلوك «أماني العنزي» التي تركت بصمة إنسانية، أساسها تربيتها على أسس أخلاقية محمودة ، ومن ثم فإن البعد الأخلاقي، الذي أرسته «أماني» لا يوجد اختلاف بصدده إلا عند من لا يرون من كأس الماء إلا نصفها، وينسون أن لسلوك «أماني» أبعادا أخرى: ثقافية واجتماعية، وهي ملتزمة الهدوء والسكينة في تصرفها، ومتمتعة بحس إنساني، يهدف إلى تعزيز النخوة والنزعة الإنسانية. *** في التفاصيل التي أرجو أن يعلمها من يقرأ هذا المقال، أن وقوع الحادث تزامن مع وجود « أماني» التي تدرس الطب في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمركز التجاري نفسه، حين اخترق الزجاج جسد الطفل، ورقبته، مما أدى إلى فقدانه الوعي، وسط ذهول والدته، التي كانت تطلب النجدة من المتسوقين والمارة، وهنا أسرعت «أماني» لنجدة الطفل، مستخدمة خبرتها الطبية ومهارتها، مقدمة له الإسعافات الأولية، قبل وصول طاقم الإسعاف الطبي، ولم تكتف بذلك بل رافقته حتى دخوله غرفة العمليات، وسط تقدير الأطباء، الذين أثنوا على إنسانيتها، ومهارتها في معالجة الموقف. *** من المتفق عليه أن الإعلام يغير اتجاهات الناس، ويندرج موقف «أماني» في هذا الإطار، وليته نال متابعة إعلامية، من وسائل الإعلام السعودية، فالتفاعل مع الرسالة الإعلامية، يبرر أهمية الأهداف المشتركة لكل من: الوسيلة والمتلقي، وذاب سلوك «أماني» في خضم ما ساعد على عدم الفهم، وطريقة المعالجة، ومظهر العجرفة، والتعالي، من بعض وسائل الإعلام الأمريكية، لكن «أماني» تبقى مع ذلك معلما من معالم هذا المجتمع، بما قدمت من سلوك ينبع من رغبة جادة للأخذ به، فتهنئة ل«أماني» لقيامها بعمل إنساني، مدعمة ذلك بحصيلة ثقافية سعودية.