أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة الدكتور نزار بن عبيد مدني أن خادم الحرمين الشريفين برؤيته الثاقبة قاد لإخماد فتن عديدة ورأب صدع خلافات عربية ودولية، وذلك بالحكمة والرأي الصائب والحنكة في معالجة قضايا العصر، موضحا أن ما يشهده العالم من مخاطر وتحديات غير مسبوقة، في مقدمتها أعمال العنف والتطرف والإرهاب التي تتخذ من الدين شعارا لها والدين منها براء يدفع للجلوس على طاولات حوار وتقارب، وهو ما يؤمن به قائد المملكة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكدا أن ربط العنف والإرهاب باسم الدين قصور وتضليل في مهمة الرسائل السماوية الخالدة التي جاءت بها الأديان جميعا ومبديا قلقه من زيادة وانتشار أعمال العنف والإرهاب بصورة ملفتة للانتباه، وهو أمر يدعو للتوجس والخيفة، وأن هذه الأعمال لم تعد موجهة ضد فئة أو مجتمع أو دولة بعينها، وأن أضرارها ومخاطرها لا تهدد إقليما أو منطقة دون أخرى، وإنما أصبحت شرا مستطيرا يستهدف العالم بأسره، وهو ما يجعل المتخاذلين عن مواجهته يدفعون الثمن غاليا، بل وسوف يكون في مقدمة ضحاياه حتى وإن ظنوا أنهم بعيدون عن خطره. لأن الإرهاب والتطرف يحمل في ثناياه فكرا تدميريا لكل عوامل الخير والتسامح والبناء والإصلاح والتعايش ولكل القيم الإنسانية النبيلة. وتطرق الدكتور مدني إلى ما تشهده بعض دول المنطقة العربية من إقدام فئات شاذة منحرفة على استخدام العنف والإرهاب باسم الدين واتخاذه وسيلة لأن تعيث في الأرض فسادا وتقتيلا وتدميرا، ومحاولة نسب هذه الأعمال الإجرامية ظلما وزورا للإسلام، وهو منها براء. مؤكدا أن ما يدعو للأسف هو قيام هذه الجماعات المنحرفة بالتغرير بالشباب ليكونوا حطبا لهذا الفكر الضال الذي ترعاه جهات حاقدة تعمل في الظلام وتغذيها مجموعات تسعى إلى تصدير الإرهاب للعالم خدمة لأفكارها الشريرة ومخططاتها الإجرامية.