قرأت كثيرا عن الالتصاق بالمكان وتنفس هوائه وصعوبة مفارقته، وتذكرت مكاننا الذي قلت عنه ذات يوم أنه يمنحك كل مرة نلتقي فيها حياة جديدة، وابتسم قلبي حين رنت في أذني عبارتك المتثنية باغراء أنثى: أشعر إذا مررت بالمكان أن أشياء كثيرة تخصني سقطت فيه، وتجتاحني رغبة عميقة في التقاطها من جديد لأحملها لك في المرة المقبلة لنفس المكان، لتسقط وأعيد التقاطها من جديد. تخيلت أن ما يسقط في المكان هو أجزاء من روحنا وعمرنا وحبنا الكبير، وأن الرغبة في التقاطها بعد الابتعاد عن المكان محاولة لإعادة كل الروح وكل العمر وكل الحب وكل الشعور.. التعلق يمزج كل تفاصيل الحياة، ويجعلها وحدة نخاف عليها من التمزق، والمكان الذي طبعت على جدرانه صدى آهاتنا هو وعاء تفاصيل حياتنا ولذلك نحبه ونشعر كل مرة أنه يمنحنا حياة جديدة. لا تخافي يا حبيبتي من تغير المكان واهدئي، فكل ما يحفظه المكان القديم من تفاصيل حبنا سوف يصحبنا إلى مكاننا الجديد، الآهة الأولى سوف تسبقنا إلى هناك، إن أرواح الحب تتناسخ في الأزقة والأمكنة المتقاربة والمتباعدة وفي كل مكان، يكفي فقط أن نحمل قلبينا على حالهما إلى المكان الجديد وننغمس في الآهة الأولى من جديد! nyamanie@ Hotmail.com