اعتبر مصدر رفيع في الرئاسة اليمنية، بأن تقديم رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة لاستقالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تنصل من المسؤولية في ظرف حساس وحرج تمر به اليمن، وقال: «إن باسندوة خالف وللأسف الشديد جميع البروتوكولات الدولية المتبعة عند تقديم الاستقالات لرؤساء الدول»، مشيرا إلى أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كلف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الكهرباء والطاقة المهندس عبدالله الأكوع بترؤس جلسات المجلس الى حين اختيار رئيس للمجلس الأسبوع القادم، مبينا ذات المصدر أن الرئيس اليمني الذي حضر جانبا من اجتماع مجلس الوزراء أمس، أكد على ضرورة التعامل مع الأوضاع الراهنة بمسؤولية للمحافظة على ممتلكات الدولة وعدم تعريضها للنهب من قبل أي طرف، والعمل بجدية افضل من أجل الخروج من المأزق الراهن الذي فرضه الحوثيون بمهاجمتهم صنعاء. وقال «إن الاتفاق الذي تم اتخذ بهدف تجنيب اليمن الانزلاق إلى حرب أهلية واسعة وتغليب الحكمة والقبول بالأمر الواقع، خاصة وأن المجاميع الحوثية جاءت بعشرات الآلاف ودخلت إلى صنعاء في ظرف دقيق وحساس، وعلى غفلة من وزارة الدفاع التي لم تتوقع مثل هذا الهجوم المباغت وغير المسؤول»، نافيا ما يتردد من أن الدولة فقدت السيطرة على إدارة دفة الأمور في صنعاء. وقال «إن الدولة تمسك بزمام الأمور، لكنها تتجنب الصدام مع الحوثيين، الذين يبحثون عن تصفية حسابات ولهم مطالب مع اشخاص في قضايا معينة». وأضاف بأن الحوثيين فاجأوا صنعاء بهذا الاجتياح وداهموا وسطها وأطرافها بميليشياتهم، إلا أنهم على حد قوله لم يؤثروا على دور الرئاسة وأعمالها. وقال المصدر الرئاسي اليمني، إن الرئيس عبدربه منصور هادي طالب سفراء الدول العشر أمس بالتواصل مع الملوك والزعماء، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه اليمن. وطلب دعمهم واستمرار رعايتهم وحمايتهم للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، وبما يجنب اليمن الحرب الاهلية، كاشفا عن أن الرئيس اليمني قدم بعض المطالب من مجلس الأمن الدولي ربما تصدر خلال الساعات القادمة. وقال «إنها تتعلق بهذا الظرف الدقيق والراهن». وأوضح المصدر الرئاسي أن الرئيس اليمني عبر خلال اللقاء بالسفراء عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله على مساندته ووقوفه الدائم إلى جانب اليمن، وحرصه على أمنه واستقراره في كل الظروف، مبينا أن سفير المملكة الجديد في صنعاء محمد آل جابر نقل للرئيس اليمني استمرار وقوف المملكة الى جانب اليمن ومساعدته على تجاوز هذا الظرف الحساس. وتعليقا على ما يتردد حول تهميش المبادرة الخليجية أكد المصدر الرئاسي اليمني، أن وثيقة الشراكة الوطنية التي وقعت من قبل كافة القوى السياسية بما في ذلك الحوثيون، جاءت وفقا لما جاء في المبادرة الخليجية، التي دعت إلى إشراك الحوثيين والحراك الجنوبي السلمي في حكومة الوحدة الوطنية. وقال المصدر الرئاسي اليمني بأن طائرة غادرت اليمن أمس بموافقة السلطات اليمنية، وأنها تقل على متنها اللواء علي محسن الأحمر وعددا من مرافقيه الى خارج البلاد، معتبرا هذا الإجراء تحرزا أمنيا يهدف إلى تحاشي مزيد من التصادمات التي قد تؤثر على أمن سكان صنعاء. وفي سياق متصل كشف مصدر يمني رفيع المستوى، بأن شروط الترشح لرئاسة مجلس الوزراء لا تنطبق على بعض الأسماء التي يتم تداولها عبر مواقع الصحف الإلكترونية، مؤكدا أن أحمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربي والوزير السابق يعتبر من أقوى المرشحين لرئاسة حكومة الوحدة الوطنية.
