لا يجدر بنا إلا أن نسلم بما أوضحته جامعة الطائف من أن تلك الطالبة التي تم إلغاء قبولها في الجامعة قد قامت بنفسها بإلغاء ذلك القبول فالجامعة تمتلك الوثائق التي تشهد لها بذلك والمتمثلة في أجهزتها وبرامجها الإلكترونية التي يتمكن من خلالها الطلاب والطالبات من تسجيل أنفسهم في الجامعة كما يتمكنون من «فصل» أنفسهم من الجامعة كذلك على ما يبدو من توضيح الجامعة لملابسات تلك القضية. وعلى الرغم من صعوبة تصور أن تقوم طالبة بإلغاء تسجيلها لنفسها في الجامعة ثم ادعاء أن الجامعة قامت بإلغاء ذلك التسجيل إلا أن احتمال أن تكون تلك الطالبة «تتبلى» على الجامعة يظل واردا، غير أن حدوث خطأ من الطالبة عند مراجعة تسجيلها بعد أن أدى إلى إلغاء ذلك التسجيل يظل هو الاحتمال المرجح، وقد كان بإمكان الجامعة التي تتحدث عن أنها قبلت جميع من تقدم لها من الطلاب والطالبات أن تتلافى ذلك الخطأ الذي وقع من الطالبة وتمكنها من إعادة تسجيل نفسها وقبولها دون أن تكون تلك الطالبة محتاجة إلى الشكوى ودون أن تعرض الجامعة نفسها إلى شبهة أن يكون تسجيل تلك الطالبة لنفسها قد ألغي من قبل الجامعة حتى لو كان ذلك الإلغاء نتج عن خطأ أو خلل في البرمجة. وعلى كل حال ليست هي تلك المشكلة، وإنما هي فيما رأت الجامعة أنه ميزة من ميزاتها وحسنة من حسناتها حين أكدت على أنه تم قبول جميع من تقدموا للجامعة «دون استثناء ولم يرفض قبول أحد ممن تقدموا للجامعة» وأن ذلك القبول «تم بعملية تقنية بحتة لا دخل للعنصر البشري فيها»، فإذا كان القبول في الجامعات يتم بمثل هذه الطريقة فإن ذلك لا يبشر بخير وعلى الجامعات أن تدرك أن مجرد امتلاكها لإمكانية قبول من يتقدم إليها لا يمكن أن يلغي شرط فحصها لأهلية من يتقدمون بها لمواصلة تعليمهم، وأن تدرك أن الجامعة التي لا تشترط مستوى علميا فيمن تقبلهم ولا تضع شروطا لهذا القبول ويتساوى جميع من يتقدم لها مكتفية بنجاح المتقدمين في المرحلة الثانوية، هذه الجامعة ليست سوى مدرسة ثانوية عليا مكنتها قدراتها من قبول الجميع فقبلت الجميع ثم راحت تتباهى به وتعده من إنجازاتها.