أكد مختصون في القانون الجنائي والدولي وخبراء في الشأن الأمني أن المملكة تبنت ودعمت إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب لإيمانها بأهمية تعاضد الجهود في هذا المجال، مشيدين بكلمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، التي شدد فيها على أن خطر الإرهاب نابع من موقف ثابت في مكافحة الإرهاب. وقال اللواء متقاعد نافل الشلوي - الخبير الأمني أن كلمة سمو ولي العهد تعبير صادق يعكس موقف وثقافة الشعب السعودي تجاه الارهاب بكل أنواعه وأشكاله، مشيرا إلى أن المملكة من أوائل الدول التي اكتوت بنار الإرهاب كما انها من أول الدول التي تصدت لمكافحة الإرهاب. وأوضح أن كلمة سمو ولي العهد في فرنسا تأكيد على الموقف الداعم لمكافحة هذا الداء الدولي وكما سبق أن أوضح خادم الحرمين الشريفين أن الإرهاب سوف يطال الجميع بلا استثناء، إذا ما تهاونت الدول في محاربته والتصدي له. وقال المحامي والمستشار القانوني الدكتور ماجد محمد قاروب أمين عام الاتحاد الدولي للمحامين في الشرق الاوسط، إن موقف ورسالة المملكة التي نقلها سمو ولي العهد في باريس هي تأكيد للرؤية والرسالة والموقف الواضح والثابت للمملكة تجاه الارهاب بكل انواعه وأشكاله وهي تأكيد أن الارهاب سرطان عالمي لا تكافحه دولة أو منطقة أو إقليم أو ديانة، بل لابد من تحالف وتضامن وتعاون دولي للقضاء على فكر وتمويل وحركة الارهاب حول العالم، ومن هنا تأتي أهمية وقيمة مبادرة خادم الحرمين الشريفين في تأسيس ودعم المركز الدولي لمكافحة الارهاب بمائة مليون دولار وإخضاعه لإشراف الأممالمتحدة لاعطائه المصداقية العالمية والأممية بما يستوجب على جميع دول العالم ضرورة التعاون في اطار الحوار والتعاون من خلال المركز وبعيدا عن المكاسب السياسية اللحظية والمؤقتة التي لن تتحقق في ظل هذا الارهاب الدولي. وقالت دارين المباركي - المحاضرة بقسم القانون بجامعة دار الحكمة: لقد شدد سمو ولي العهد في كلمته من باريس على الموقف الثابت للمملكة وقرع جرس الانذار تجاه احد اهم القضايا التي تؤرق العالم اليوم وهي قضية الإرهاب. وأضافت: لا يخفى على الجميع الدور الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في تعزيز الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب على الصعيدين الدولي والمحلي، ولعل هذا يبرز في الخطوة التي آثر الملك عبدالله القيام بها حين دعا إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب والتبرع بمبلغ مائة مليون دولار لدعم السلام المتمثل في الهدف الأساسي من إنشاء هذا المشروع، ولعلي أجزم أن هذا الحرص غير مستغرب على حكومتنا التي تؤمن بواجبها تجاه المجتمع الدولي واستقراره خاصة في الظروف الحالية التي عانت منها بعض الشعوب في الدول العربية، ناهيكم على أن القيام بهذه المسؤولية يساهم في تفعيل الهدف الحقيقي من وجود مجتمع وقانون دولي تتعارض قواعده مع كل الأعمال التي من شأنها زعزعة السلام كالأعمال الإرهابية أيا كانت طريقة ممارستها ضد السلام الإنساني المقر به عرفا وقانونا. وقال الباحث القانوني والمحكم المعتمد بوزاة العدل فواز أبو صباع إن تصريحات سمو ولي العهد والتي شدد خلالها على أن الارهاب يهدد الامن والاستقرار في العالم ولابد من دعم المركز الدولي للارهاب، تأتي تأكيدا وتأصيلا لموقف خادم الحرمين الشريفين ودعوته إلى نبذ الإرهاب والتطرف من خلال مركز متخصص ليكون جزءا من الجهود الدولية الرامية لمكافحة الارهاب مشيرا إلى انه حان الوقت لتفعيل المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، واصفا موقف المملكة بأنه تعبير صادق عن مشاعر كل مسلم في بقاع الأرض، وهو موقف عظيم الأثر في تحريك المياه الراكدة في التنديد بالإرهاب.