يرى مختصون اجتماعيون ونفسيون أن شخصية بناء الإنسان تبدأ من الأسرة التي يترعرع فيها وبالتالي فهي اللبنة الأولى في غرس التربية الإسلامية الصحيحة التي تبعده عند الكبر عن أي منزلقات أو انحرافات وأيضا عن الانتماء للتيارات والجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة والإرهابية. وأكدوا ل «عكاظ» أن «غسيل المخ» أولى خطوات تورط الشباب وانحرافهم نحو الإرهاب تحت مسميات الجهاد أو خلافه ليس من الإسلام ويحقق مقاصد وأهداف من يريد النيل وهز وحدة الوطن وأمنه واستقراره. وأكد أستاذ علم الاجتماع البروفيسور محمود كسناوي، أن للأسرة دورا كبيرا في بناء شخصية الأبناء، باعتبارها اللبنة الأولى في غرس التربية الإسلامية الصحيحة ويأتي بعد ذلك دور العلم والبيئة المحيطة به، وبالتالي يكون في مأمن من الوقوع فريسة بين أيدي من يحملون أفكارا تخالف شرع الله. وأشار الى أن الشباب هم الحصن القوي للوطن وأمل الغد، وعليهم أن يحملوا الأمانة وأحداث التنمية المستقبلية على أعناقهم ليظل الوطن بحضارته وتكاتف أبنائه رمزا أمام العالم على قوته وعظمة تاريخه وحاضره ومستقبله. وأكد أن شباب المملكة يعطون دائما مثالا للعالم على حبهم وولائهم وانتمائهم لوطنهم ورغبتهم الحقيقية على وضعه في المكانة التي تليق به في مقدمة الأمم، والخارجون عن طاعة ولي الأمر لا يمثلون إلا أنفسهم. ودعا الأسر وأولياء الأمور وأبناء الوطن الغالي إلى ترسيخ التربية الصحيحة، وعدم الانسياق وراء النداءات المضللة التي تغري الشباب وتدعوهم تحت مسمى الجهاد وهم يخالفون الله والشرع لتحقيق مقاصدهم واهدافهم المغرضة. أما استشاري الطب النفسي الدكتور أبوبكر باناعمة فيقول: للأسف الشديد نجد أن هناك الكثير من الذين انخرطوا في الأعمال الإرهابية غرر بهم وأجري لهم «غسيل المخ» الذي يعني ببساطة التحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه، أى محو عادات وأفكار وميول اكتسبها عقل الفرد في الماضي وبث وغرس وتمرير عادات وأفكار أخرى جديدة، وبالتالي فإن غسيل المخ هي عملية تتحكم في العقل الذى أصبح فارغا لحشوه بأية أفكار أو دعاية أو عقيدة بواسطة طرق متعددة تحفز أو تخدر أو ترهق خلايا المخ وتوصلها إلى مرحلة حرجة، بحيث يصعب عليها أن تحتفظ بما تعلمته سابقا، وبالتالي يتم غسل المخ وغرس ما يراد فيه. ويضيف «بعد عملية غسيل المخ يصبح الإنسان أكثر تقبلا واستسلاما لتعاليم من له نفوذ عليه، وبالتالي يصبح الفرد جاهزا للاستجابة على كل المؤثرات الخارجية من فئة محددة قد غرست بعض القيم في عقله، فيرى ان كل ما يتم غرسه في عقله هو الصحيح حتى لو كانت اعمالا محرمة مثل الإرهاب». ودعا الشباب الى تجنب السقوط في المهالك والانسياق وراء الاعمال التي تخالف الشرع والانجراف والانحراف خلف المضللين الذين لهم مآرب ومقاصد خاصة. وخلص الى القول «ان بناء شخصية الفرد تبدأ من الأسرة التي يقع على عاتقها دور كبير في غرس المفاهيم الصحيحة التي تجعله انسانا سليما بعيدا عن كل ما يخالف الشرع، كما انه يجب على الأسر ان تكون قريبة من نفوس ابنائها لتحقيق حياة كريمة بعيدا عن مقاصد المضللين الذين لا يرجون من وراء اعمالهم سوى زرع الفتنة وهدم الشباب وتدمير مكتسبات وممتلكات البلاد وغير ذلك من أوجه الاعمال التي تتنافى مع الاسلام. من جانبه قال أخصائي الطب النفسي الدكتور محمد براشا، «الشباب هم عصب الأمة، وعماد المجتمع، وهم سواعدها التي تبني، ولن يرتقي بناء بفكر دون سواعد، والإسلام حريص على الشباب، حيث عظم دورهم تجاه دينهم ووطنهم، وجعلهم مشكاة الأمة المضيئة، ونبراسها العالي، ومصدر قوتها، وحامل لواء الدفاع عنها». وحذر الشباب من الانسياق وراء النداءات المضللة التي يبثها بعض اعداء الإسلام والارهابيون بغرض اغراء الشاب لانضمامهم في صفوفهم بعد غسيل المخ وغرس مفاهيم خاطئة عن الإسلام، في الوقت الذي يشوهون فيه صورة الإسلام بأفعالهم المنافية للشرع. واوضح ان غسيل المخ يقصد به غسل الأفكار الراسخة في الذهن ومن ثم إعادة تشكيل بنائه القيمى والاعتقادى والفكرى والمعيارى، عن طريق مسح المعتقدات السابقة وإحلال معتقدات جديدة، لينتج عن هذا سلوك معين، لأن السلوك هو نتاج لعملية عقلية متسلسلة. براشا اكد على دور الأسرة في تهيئة الأبناء وتربيتهم التربية الصالحة بما ينسجم مع متطلبات المرحلة، وضرورة مشاركتهم في الحوار وتبنى الآراء، وإحساسهم بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبذلك نضمن سواعد وأجيالا تشارك في مواكبة التنمية وبناء الوطن.