بدعم واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تستعد العاصمة المقدسة للانتقال إلى أحد أهم المدن الذكية في العالم بعد أقل من خمس سنوات بتكلفة أكثر من 500 مليار ريال، ويجري حاليا تنفيذ مشاريع تطويرية في قبلة المسلمين بدعم لا محدود تقدمه الدولة سيؤدي لنقلات تنموية متسارعة ومتزايدة. ويأتي في مقدمة هذه المشاريع مشروع الملك عبدالله لتوسعة المسجد الحرام وهي أكبر توسعة يشهدها في تاريخه وتصل تكلفتها إلى حوالي 70 مليارا شاملة قيمة التعويضات وتكاليف التوسعة. ويتضمن المشروع توسعة صحن المطاف لزيادة الطاقة الاستيعابية للطائفين من 48 ألف طائف في الساعة إلى أكثر من 105 آلاف طائف، مما سيسهل على الحجاج والمعتمرين أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. إعمار مكة: ويأتي مشروع الملك عبدالله لإعمار مكةالمكرمة ثاني أهم المشاريع التطويرية ويهدف لمعالجة ازدحام الحركة المرورية بمكة والمشاعر المقدسة، ويتضمن استكمال الطرق الدائرية الأربعة، إيجاد محاور إشعاعية جديدة لسرعة تفريغ المنطقة المركزية، إنشاء مواقف متعددة الوسائط عند تقاطع الطرق الدائرية مع الطرق الإشعاعية، تنفيذ مسارات للقطارات الحضرية الخفيفة وربطها بمسار قطار المشاعر وبمسار قطار الحرمين. بوابة مكة: ويمثل مشروع بوابة مكة والذي يقع على بعد 13 كيلومترا من الحرم المكي الشريف من ناحية الغرب بطريق مكة - جدة السريع، معلما هاما في التنمية السكانية للعاصمة المقدسة، ويغطي مساحة 81.7 كيلومتر مربع يحدها شمالا طريق مكةجدة القديم وجنوبا طريق الليث وغربا طريق الشميسي وشرقا عدة مشاريع مجاورة وأحياء من مدينة مكة، ويشكل المشروع امتدادا طبيعيا تنمويا وعمرانيا لمكةالمكرمة ويبعد عن مدينة جدة مسافة 42 كيلو مترا. وسيكون مشروع البوابة «الضاحية الغربية» انطلاقة حقيقية لمدينة مكة وتبلغ مساحة الأرض ستين مليون متر مربع، ويبدأ المشروع من طريق الليث جنوبا ويمر بخط جدةمكة السريع نحو البوابة إلى طريق جدة القديم، وأيضا من خط الخواجات إلى المخططات التي تقع شرق المنطقة. قطار المشاعر: ويجسد مشروع قطار المشاعر والذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ستة مليارات ريال والذي تم الانتهاء منه بالكامل قبل عامين، اهتمام خادم الحرمين الشريفين بيت الله الحرام والحجاج، وينقل المشروع أكثر من نصف مليون حاج بين المشاعر المقدسة خلال أيام الحج وأيام التشريق، مما يسهل على الحجاج أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة مع اختصار الوقت أثناء تنقلات الحجاج بين المشاعر وتقليل السيارات الداخلة إلى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج. 2400 وحدة سكنية: واكتمل إنشاء مشروع يحتوي على 2400 وحدة سكنية مقسمة على منطقتين جغرافيتين منها 1700 وحدة إسكان ميسر و700 وحدة إسكان مطور تتنوع بين فيلات ودوبلكس وشقق سكنية مختلفة المساحة والأحجام، إضافة لعدد من المباني التجارية والخدمية والمرافق العامة، وتبعد هذه الوحدات عن المسجد الحرام مسافة 14 كيلومترا. ويعد مشروع النقل العام بالقطارات والحافلات الذي صدرت موافقة مجلس الوزارء عليه في شهر رمضان عام 1433ه وتبلغ تكلفته أكثر من 62 مليار ريال، أحد المشاريع الهامة في النقلة النوعية للعاصمة المقدسة حيث ستغطي شبكة القطارات مدينة مكةالمكرمة بالكامل وهي مكونة من أربعة خطوط مترو يصل مجموع أطوالها بعد اكتمالها إلى 182 كيلومترا و88 محطة وهي بذلك تغطي مناطق التنمية الحالية والمستقبلية حسب المخطط الهيكلي لمكة، ويشتمل المشروع على الخط (أ) ويمتد من طريق السيل شرقا إلى طريق الليث غربا مرورا بشمال الحرم بطول 54.2 كم وعليه 27 محطة والخط (ب) ويربط بين محطة الجمرات شرقا وطريق جدة السريع غربا مرورا بشمال الحرم ومحطة قطار الحرمين السريع بطول 32.1 كيلومتر وعليه 15 محطة، والخط (ج) ويربط بين جامعة أم القرى جنوبا وطريق المدينة شمالا مرورا بجنوب وغرب الحرم بطول 48.1 كيلومتر وعليه 21 محطة، والخط (د) ويمتد من طريق إبراهيم الخليل جنوبا وطريق جدة القديم غربا مرورا بغرب الحرم بطول 47.3 كيلومتر وعليه 25 محطة، كما يتضمن المشروع شبكة متكاملة للنقل بالحافلات تغطي كامل مدينة مكةالمكرمة، وتتكامل مع شبكة القطارات عبر محطات مشتركة لكلتا الشبكتين في عدد من الخطوط الرئيسة في المدينة منها حافلات النقل السريع وهي خطوط ذات مسارات مخصصة للحافلات ويصل إجمالي أطوالها إلى 60 كلم، وهناك حافلات لربط أحياء المدينة ببعضها البعض وهي ذات سعة متوسطة تغطي المناطق التي لا تخدمها شبكة القطارات أو حافلات النقل السريع ويصل إجمالي أطوالها إلى 65 كلم وإجمالي عدد المحطات 87 محطة والحافلات المغذية، وهي شبكة محلية لخدمة الأحياء السكنية ونقل الركاب بحافلات صغيرة من وإلى أقرب محطة من محطات القطارات ومحطات حافلات النقل السريع وطول الخط الواحد يتراوح بين 5 و10 كلم وحافلات النقل الترددي. وتشمل المرحلة الأولى من المشروع أجزاء من الخطين (ب) و(ج) بطول 40 كم و20 محطة والمرحلة الثانية تشمل تنفيذ جزء من الخط (أ) بطول 28 كيلومترا و18 محطة، وتشمل المرحلة الثالثة أجزاء من الخطين (ج) و(د) بطول 47 كيلومترا و24 محطة. كما تشهد العاصمة المقدسة تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالطرق في المداخل الرئيسية لمكة تكلفتها أكثر من 200 مليون ريال ستسهم في انسابية الحركة المرورية بعد انتهائها. من جهته، قال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار «إن مكةالمكرمة مقبلة على نهضة تنموية غير مسبوقة بسبب المشاريع الجاري تنفيذها والمشاريع المعتمدة»، مشيرا إلى أن المخطط الشامل لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة قد راعى الزيادة المتوقعة والمضطردة في أعداد السكان والحجاج والمعتمرين خلال السنوات المقبلة. وأضاف أن تنفيذ وتيرة المشاريع يسير وفق مخططات هندسية معتمدة تراعي حركة السكان والحجاج والمعتمرين، مشيرا إلى أن هذه المشاريع على الرغم من ضخامتها لن تؤثر على تحركات الحجاج.