لن يكون الطريق سهلا مفروشا بالورود، للرئيس المصري الجديد المشير عبد الفتاح السيسي، الذي يدلف اليوم -الأحد- لقصر القبة كرئيس شرعي منتخب من الشعب المصري بكافة طوائفه وتياراته، بل سيكون مليئا بالتحديات الاقتصادية والأمنية والسياسية الداخلية والخارجية، إلا أن السيسي صاحب النظرة الاستراتيجية والمتسلح بالدعم الشعبي والإرادة السياسية، والتجربة العسكرية ووعيه السياسي وحِسه الأمني، ومعرفته بخفايا السياسة الخارجية ودهاليزها، سينجح بحنكته في إيصال السفينة المصرية إلى بر الأمان لكي تستوي على شؤون المصريين الجودّي بعد أن تقاذفتها أمواج القوى الظلامية التي فشلت في إعادة مصر للعصور الحجرية. أمام الرئيس السيسي تحديات تراكمية من أبرزها انهيار الاقتصاد وكيفية انعاشه، الأمر الذي يتطلب إنشاء مشروعات عملاقة لتشغيل الشباب بجانب جذب الاستثمارات بهدف إنعاش الاقتصاد المصري، فضلا عن تدهور العلاقات الدولية والاستراتيجية لمصر مع محيطها ودول العالم، بسبب السياسات الخاطئة لحكم الإخوان والذي أدار شؤون مصر بنظرة ضيقة وفق حسابات تهميشية متطرفة، بالإضافة إلى إحداث التوازن للمنظومة الأمنية والسياسية الاستراتيجية العربية والتي اختلت مؤخرا، وهذا أيضا يتطلب أن تستعيد مصر دورها فورا وتفعيله عربيا وإقليميا ودوليا من خلال تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة وهي الدولة التي وقفت مع مصر وتنمية العلاقات مع دول الخيلح، لكي تتفادى مصر الأخطاء التي ارتكبها نظام الإخوان والذي أغلق أبواب مصر أمام العالم، لكي تعبر بمصر الجديدة من عنق الزجاجة الى الآفاق العربية والدولية وتستعيد دورها الاستراتيجي في منطقة الشرق الاوسط. وليس من المبالغة القول إن ملف الأمن سيكون بامتياز هو أبرز الملفات الصعبة التي سيواجه السيسي لأنه بدون تحقيق الاستقرار والأمن لن تستطيع مصر مواجهة التحدي «الاقتصادي»، خاصة في ظل تدهور الوضع الاقتصادي الذي تشهده مصر، ومن ثم فإن المطلوب هو إيجاد مناخ أمني إيجابي، بما يشجع الاستثمارات العربية والأجنبية ويعيد الثقة لدى جميع أفراد المجتمع المصري الذي شعر في حكم الإخوان، بزوال الأمن وانعدام الاستقرار، والسعي الحثيث لتحصين الجبهة الداخلية المصرية من الأفكار المتطرفة واجتثات جذور الحركات الإرهابية وتنظيف مصر من الشوائب التي خلفتها جماعة الإخوان المسلمين، لكي تعود مصر إلى ثقافة الوسطية والاعتدال، وتنهي مرحلة الفكر الظلامي التي مرت بها مصر خلال فترة حكم الإخوان. غدا تدخل مصر مرحلة جديدة من العمل والكفاح، منهية مرحلة صعبة وحساسة في تاريخها، وبدء حقبة التفاؤل والتي تجيء معها تباشير الأمل لكي يتحقق الأمن والاستقرار في مصر وأن يكتب النجاح للرئيس عبدالفتاح السيسي في مهمته الصعبة. وأن تنتقل مصر إلى المستقبل بعزيمة أبنائها وتمضي خارطة الطريق لإنجاز ما تبقى من استحقاقات، لكي تستوي السفينة المصرية بقيادة القبطان السيسي على الجودي.