طالب مدير عام الأندية الأدبية سمو الأمير سعود بن محمد بن مساعد آل سعود الأدباء والمثقفين بحسم موقفهم من قضية الانتخابات، قبل أن تعيد وزارة الثقافة والإعلام اعتماد آلية التعيين في اختيار مسؤولي الأندية الأدبية، وقال ل«عكاظ»، على هامش احتفالية أدبي جدة بمرور أربعين عاما على تأسيسه: «دأب الأدباء والمثقفون على المطالبة باعتماد الانتخابات كأسلوب لإدارة الأندية، وبادرنا إلى تفعيل آلية الانتخابات وحققنا مطلب المثقفين، لكن فوجئنا بتقديم الاستقالات ووقوع الانشقاقات، ولهذا أتساءل: ألم يكن ذلك مطلبكم أيها المثقفون؟، ثم كيف ترفضون الانتخابات الآن بعد مطالباتكم بها عشرين عاما؟»، وأضاف: «أقول للمثقفين: حافظوا على مطالبكم قبل أن تتدخل وزارة الثقافة والإعلام وتعيد آلية التعيين إلى الأندية مجددا، معللة موقفها بأنها أعطت الانتخابات للأدباء والمثقفين، ولكنهم للأسف لم يثبتوا جدارتهم بها»، وتابع: «لا نريد التراجع والعودة إلى النظام القديم الذي تقوم فيه الوزارة بالتعيين، فالخلافات التي تشهدها الأندية مبعثها خلافات التيارات الفكرية داخل الأندية التي يفترض أن تكرس أنشطتها للأدب والإبداع بعيدا عن هذه المشاحنات»، كما طالب مدير عام الأندية وزارة الثقافة والإعلام بدعم الأندية الأدبية الكبرى التي تنبثق عنها لجان ثقافية كثيرة حتى تستطيع أن تضطلع هذه اللجان بدورها، وقال: «أعتقد أن النادي بمفرده لا يستطيع دعم جميع اللجان المنبثقة عنه، وأرى أن تدعم الوزارة الأندية الأدبية في هذا الشأن، خصوصا الكبرى منها كأندية جدةوالرياض وجازان، فكل مدينة يفترض أن تحتضن لجنة تحتوى أبنائها»، وحول خيار ترشح المرأة لرئاسة الأندية الأدبية قال : «ليس المهم أن ترشح المرأة ذاتها، فالقضية المحورية في هذا السياق هي مدى مقدرة المرأة في الحصول على أصوات كثيرة تؤيد رئاستها للنادي، خصوصا أن الوزارة ليس لديها أي ميل للتدخل في الشؤون الداخلية للأندية الأدبية»، وأرجع الاستقالات التي شهدتها اللجنة النسائية بأدبي نجران وجازان إلى عدم التوافق من الجانب النسائي مع الرجال في إدارة هذين الناديين، وقال: «يفترض ألا يهيمن الذكور على مجالس الأندية وأنشطتها، وإعطاء المرأة فرصة في إطار صلاحيتها»، وأضاف: «كنت في زيارة للمدينة المنورة، الأسبوع الماضي، وحاولت تسوية الخلاف بين اللجنة النسائية بأدبي المدينة وإدارة النادي، حيث انشقت بعض عضواتها وأسسن رواقا أدبيا، وطالبتهن بالعودة إلى النادي مجددا ليحصلن على الدعم، لكنهن رفضن وقلن مستحيل مع الإدارة الحالية»، وأضاف: «إنني شخصيا سأدعم اللجان النسائية بكل ما أستطيع لأعزز نجاح هذه اللجان حتى تشكل ثلث مجالس الإدارات في الأندية الأدبية، وتنتصر ثقافة المرأة، وأقول لهن: قبل أن تتحدثن كثيرا افعلن، فعلى المرأة المثقفة أن تخوض الانتخابات لتكون عضوا فاعلا في مجالس إدارات الأندية الأدبية، ونحن ندعم، ولكن الأمر يرجع للمثقفات والأديبات في فرض أنفسهن على الساحة الثقافية». وحول انصراف الشباب عن احتفاليات الأندية، كونها تمثل خطابا جامدا بعيدا عن الحياة كما يرون، قال: «أؤكد دائما على إعطاء فرصة للشباب، فنحن خرجنا عن إطار زمن الأنشطة المنبرية، والشباب يريد الفعاليات الديناميكية والحركية»، وأضاف: «يفترض أن تغادر الأنشطة المنبرية التي لا يتجاوز حضورها السبعة أو العشرة أفراد برامج الأندية الأدبية إلى حيث لا عودة، حتى تعود الحيوية إلى الأندية»، وتساءل: هل سيساعدني المثقفون والمثقفات والأدباء، في معالجة هذه القضية؟. وحول القضايا الأكثر إلحاحا في الأندية الأدبية منذ توليه لرئاستها، ذكر أن رفع ميزانية الأندية تمثل أكثر القضايا التي حاول معالجتها، وقال: «التقيت بسمو ولي العهد ووعدنا خيرا برفع ميزانية الأندية من مليونين إلى ثلاثة ملايين لكل نادٍ حتى تنتهي أسطوانة الدعم لا يكفي»، وأضاف: «يفترض في ناديي الرياضوجدة أن يسوقا لنفسيهما ولا يشتكيا نقص الدعم ويستقطبا رعايات وجهاء المجتمع، ولا سيما أنهما يقعان في منطقتين كبيرتين تضمان شريحة ثرية من أبناء المملكة؛ لذا عليهما أن يسوقا لنفسيهما ولا ينتظرا دعم الوزارة، والكلام ذاته ينطبق على باقي الأندية، إذ عليها أن تفتح وحدة تسويق مهمتها الأساسية التسويق واستقطاب الرعايات».