يتطلع أهالي قرى حسوة الذين يزيد عددهم على أكثر من 10 آلاف مواطن إلى قضايا الخدمات البلدية كسفلتة الطرق، وإنارة الشوارع، وإيصال خدمات المياه المحلاة التي تشكل بالنسبة لهم الهم الأكبر والقاسم المشترك والحلم الذي ظلوا ينتظرونه طويلا ويخشون أن يتحول هذا الحلم إلى كابوس يؤرق مضاجعهم بحسب حديثهم ل«عكاظ»، فلا يكون هناك نقاش بين اثنين إلا وكان محوره تمديدات المياه المحلاة أو نقص في أعداد الكوادر الطبية أو سيارة إسعاف مجهزة فضلا عن الطرق الوعرة أو الجبلية الصعبة، أو حتى إيصال خدمات الهاتف الثابت والإنترنت وغيرها من الخدمات الضرورية التي من شأنها خدمة مواطني المنطقة.. «عكاظ» قامت بجولة على مركز حسوة والتقت بالعديد من المواطنين.. وأوضح نائب عشيرة الربع (محمد إبراهيم آل حاصي) أن معظم طرق حسوة غير مسفلتة أو ممهدة وتشكل خطورة على مرتاديها، إلى جانب أن المركز الصحي الذي يقع في قلب مركز (حسوة) يعاني من نقص في الأطباء في بعض التخصصات مثل طب الأسنان، نساء وولادة وأشعة، وأيضا سيارة إسعاف ذات دفع رباعي، الأمر الذي يهدد حياة المرضى والحوامل بالخطر. وأضاف: بالرغم من صدور توجيه في عام 1415ه بدعم مستوصف الرعاية الصحية الأولية في مركز ثلوث حسوة بالكادر الطبي والفني وأسرة التنويم، إلا أن الشؤون الصحية في المنطقة لم تترجم التوجيه إلى واقع حتى الآن - بحسب قوله. وطالب كل من إسحاق أحمد هادي، وأحمد محمد سعيد علي حسن عقدان من أعضاء المجلس، بإيصال الهاتف الثابت وخدمة الإنترنت لمنازل وبلدات حسوة، مشيرين إلى أن سكان المركز يعانون من تدني الخدمات الصحية والبلدية رغم مطالباتهم المستمرة والمتكررة بتحسين نوعية الخدمات المقدمة وتوفير ما هو غائب منها، وهي مطالب لم تحقق حتى الآن - على حد وصفهم، مبينين استمرار نفس المعاناة في مشاريع الطرق وخاصة مع هطول الأمطار، ما ينتج عنه تخلف الطلاب عن مدارسهم لعدة أيام في كل عام دراسي جديد، منتقدين إدارة الطرق والنقل في المحافظة لعدم إشراكهم آليات الإدارة في شق وفتح الطرق إلا بعد انقضاء عدة أيام من هطول الأمطار وجريان السيول. وقالوا: نستأجر في أحيان كثيرة الآليات على حسابنا الخاص، ريثما تصل آليات إدارة النقل في المحافظة، مشيرين إلى حزمة من الخطابات الموجهة إلى مدير عام الطرق في منطقة عسير قبل أكثر من عامين من وزير النقل بدعم مركز حسوة بثلاث آليات تساهم في شق وفتح الطرق أثناء هطول الأمطار ولم تنفذ حتى الآن. وأبدى الأهالي استغرابهم من تجاهل بلدية المحافظة سفلتة الطرق المؤدية إلى المنازل والمداخل الخاصة، مؤكدين أن البلدية لم تهتم بالبنية التحتية للمركز، وأضافوا: مكتب خدمات البلدية في المركز لا يفي بمتطلبات القرى خاصة عمال النظافة، نسبة لقلة عددهم التي لا تمكنهم من القيام بواجباتهم على أكمل وجه، خاصة أن عدد القرى يتجاوز أكثر من 80 قرية في حين لا يتجاوز عدد العمالة أربعة. وأوضحوا أن مكتب خدمات البلدية في المركز تم إغلاقه من قبل رئيس البلدية السابق، مؤكدين مخاطبة الأهالي رئيس البلدية الحالي بنفس المطالب ولم يجدوا منه إجابة مقنعة، وطالبوا باستحداث مكتب خدمات أو تدشين فرع للبلدية ويتم دعمه بالطاقات البشرية والآلية. وبينوا أن مركز حسوة بحاجة لأعمدة الإنارة مزودة بالكشافات لاسيما أنهم يعانون من كثرة المجهولين من مخالفي نظام الإقامة والعمل الذين يشكلون لكثرة أعدادهم خطورة أمنية بالغة على سكان القرى، كاشفين عن معاناة أخرى، تتمثل في صعوبة الحصول على مياه نقية للشرب، مشيرين إلى رفض معظم قائدي الصهاريج عبور العقبات خشية تعرضهم لحوادث الانزلاق والسقوط، حيث يصل سعر الصهريج الواحد ما يزيد على 1200 ريال. وطالب كل من أحمد الحياني وعلي حسن باستحداث مركزين أحدهما للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر، مشيرين إلى أن عدم وجود هذين المركزين يعد تهديدا لحياة المواطنين لاسيما في حالة وقوع الحرائق والحوادث المرورية، مؤكدين على أن وصول الجهات الأمنية لمباشرة الحوادث والحرائق يستغرق أكثر من ثلاث ساعات نتيجة لوعورة الطرق وصعوبتها، الأمر الذي يدفع بالمتطوعين إلى التدخل وإنقاذ المصابين في معظم حالات الحوادث التي تشهدها المنطقة للأسباب نفسها. وأبدى كل من إبراهيم عبدالله وأحمد يحيى معاناتهما مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء، خاصة أثناء فصل الصيف الذي يشهد زيادة في الأحمال، ويتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن القرى والبلدات لأكثر من سبع ساعات متواصلة، مشيرين إلى أن الأهالي سبق أن طالبوا منذ عدة سنوات باستحداث مكتب خاص بطوارئ الكهرباء ولم يتحقق الطلب، مؤكدين أنهم ما زالوا يحلمون بهذه الخدمات التي مضى عليها أكثر من عشرين عاما وما زالت هذه الطلبات حبيسة الأدراج، ولا يعلمون متى سيتم الإفراج عن تلك الطلبات، مشيرين إلى أن الهجرة من تلك القرى أصبحت عنوانا تسبب فيه نقص الخدمات البلدية والصحية والتعليمية. من جانبه أوضح رئيس مركز حسوة عائض أبو ناصر أنه استمع إلى مطالب أهالي حسوة خلال اللقاء الذي عقده معهم قبل عدة أشهر، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ كل مطالبهم وفق الميزانيات المعتمدة، وعن الطرق الفرعية المؤدية إلى المنازل أشار إلى أنه سوف تتم مناقشة ذلك مع رئيس بلدية المحافظة بهذا الخصوص.