في أصعب المواقف وأحلك الظروف لم يدر في خلدي أو خلد أي رياضي غيور على سمعة ومكانة رياضتنا السعودية أن يصل حال كبيرها وعميدها «الاتحاد» إلى هذه المرحلة من الضمور، ولم يقض سنة كبيسة وموسما حزينا كما هو اليوم .. حزينا.. متألما.. منكسرا.. مكبلا بسلاسل الأنظمة وقيود اللوائح، يشكوه أنين الوقت وجفاء الأحبة. ولم يدر في مخيلة محبيه أو منافسيه أن يكون حال مشهد العميد بهذه الوضعية التي كشفها رئيسه الأسبق منصور البلوي في حديثه للعجمة والتي لا ترضي عدوا ولا صديقا، ولا شامتا ولا حبيبا، وهو يصارع حالة من الاضطهاد تسكن أروقته صارخا ألما.. وا اتحاداه. موسم تسابق فيه المستنفعون ليتطاولوا على منجزات العميد وصناعها وسقطت منها الآمال والطموح وانهارت به القيم والمبادئ والصروح، وشيع على إثرها الإنصاف إلى مثواه الأخير. وأصبح من هو مؤمن على إدارة الاتحاد «مسرب» لأسراره ... ليغرق الغرقان أكثر. بقدر ما كان حديث منصور البلوي مع العجمة مؤلم .. مفجع .. خطير إلا أنه حرك به المياه الراكدة وفتح آفاق المكاشفات على مصراعيها وأسقط الأقنعة عن خفافيش الظلام، البلوي قدم الذي عليه وبقي الذي عليهم، فكل الدلائل كشفت الوجه الآخر لمن قام بنحر رياضة وطن ونزع من جسدها الروح ولم يبق فيها إلا صوت مبحوح يصرخ.. وا اتحاداه .. لا أحد يجيب!!! المكان خال والأبواب يحركها صرير الرياح من أثر الرحيل .. ليلة سقوط دموع الشموخ والكبرياء على سنوات الضياع ..عفوا على سنوات الإبداع بعدما ظهر النادي الوقور مرتكزا على تاريخه حزينا يلتفت يمنة ويسرا، ويتلمس هنا ويتحسس هناك أملا في العثور على رجل جسور في ليلة الانكسار، ولم يجد إلا رئيسا «مخترق» يفعل فيه ما يريد وآخر يحترق من وريده ويصرخ .. وا اتحاداه.. لكن لا أحد يجيب !!! فالمكان خال والأبواب يحركها صرير الرياح من أثر الرحيل. آه لهذا الحد وصل الحال بالمهتمين بالرياضة أن يقعدوا متفرجين مستأنسين على ما يحدث.. آه لهذا الحد أن يتجرع الاتحاد كأس الانكسار على يد الأوصياء. آه لهذا الحد ان يتحول كرسي الرئاسة الى مرجيحة لكل من أراد التسلية وشغل أوقات الفراغ. أسئلة كثيرة عصفت بذهني ولم أجد لها إجابة غير صدى صوتي والكتابة. أين الرئاسة العامة؟ أين روح المسؤولية تجاه الاتحاد؟ هل سيفتح تحقيق أو يمرر الموضوع بصمت ويقفل في وجه البلوي باب رد الاعتبار؟ وهل وهل.. وهل؟ لا بد ان يظهروا كل من ورد اسمه في حديث البلوي ويقدموا ما لديهم أو يغادروا المشهد غير مأسوف عليهم ..حتى الصورة تكتمل قبل فوات الأوان. أيها الصامتون والمتفرجون والشامتون هناك تاريخ لن يرحم، لن يغفر غيابكم ولن ينسى إهمالكم. ولن يغفل عن تدوين أسمائكم بحروف مبحوحة على بقايا أوراق الاتحاد المتناثرة، ليعرف من يأتي من بعدنا. من وقف وراء سقوط الاتحاد. وقفة: استمعنا لكلمة منصور البلوي.. وبقي أن نسمع كلمة جمهور الاتحاد.