جسدك المنهك كتاب لم ينجز بعد والموت مقص الرقيب الذي سيطمس حروفك لا تدعي بأنك الغيمة التي تنضح ماء فأنت لا تعدو أن تكون بابا مواربا تهاجمه الريح كلما سمع الجيران صوت صريره ظنوا أن صدرك رحم لتخليقِ السعال. وجهك الذي تتناسل عليه التجاعيد أنكرته المرايا مذ علمت بخياناته لها بعد هذا العمر يا طريد الماء هل راعك أن ترث أحشاء أجدادك الأولين؟ أولست ربيبا للساحلِ لتكون طحلا ؟. افرح أيها المرتعش ككف بهت خضابها فمن مثلك وأنت تحظى بقبرينِ سيتسعانِ لسمك خاصرتك مكافأة لك بعد غزلِ قطيفة من الأنينِ بين حناياك. جسدك غدا الآن زِقا لماء آسن تعتاش عليه الطحالب فلا تبتئس، فأنت ستظل مضيافاً أيضاً كما أنت وتقري كائنات لم تعتد يوماً ضيافتها. شتاء 2012م