لا تكاد تدخل مجلسا من المجالس في قرى وهجر محافظة القنفذة هذه الأيام إلا وكانت الكهرباء هي المادة الدسمة على مائدة النقاش يتناولها أبناء القنفذة شيبا وشبابا رجالا ونساء، وذلك بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء الذي أصبح هاجسا أقض مضاجعهم خاصة في فصل الصيف، وعزوا ذلك إلى الأحمال الزائدة وسوء التوزيع في التمديدات التي لا تصمد أمام حرارة الطقس، إضافة إلى غياب الصيانة بصفة دورية من فرق الطوارئ وأبدوا استغرابهم من تكرر المشكلة في كل عام في وقت هم أحوج فيه إلى خدمة الكهرباء في فصل الصيف الذي يتزامن مع عودة الطلاب والطالبات والموظفين والموظفات ما يعد شرخا في خاصرة التنمية في محافظة القنفذة على حد تعبيرهم. أحمال زائدة يقول إبراهيم الخالدي نلاحظ أن شركة الكهرباء في القنفذة جعلت من نعمة الكهرباء نقمة للأهالي نتيجة سوء التخطيط إضافة إلى غياب الصيانة. ويضيف الخالدي أن الأحمال الزائدة على محولات الكهرباء المنتشرة في القرى جعلها عرضة للأعطال المستمرة الأمر الذي يؤدى بدوره إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل بصفة متكررة لاسيما في فصل الصيف ما تسبب في إرباك الطلاب والطالبات عند استعداداتهم لأداء اختبارات نهاية العام بل اضطر العديد منهم إلى استعمال الشموع للاستذكار ليلا، فضلا عن التلف الذي الحقه الانقطاع المتكرر بأجهزتهم المنزلية وتكبدهم لعناء إصلاحها أو شراء غيرها. فيما يرى كل من إبراهيم محمد، وعلي اليحياوي، وياسين الهلالي، أن زيادة الأحمال على المحولات، السبب وراء الالتماسات الكهربائية التي أدت إلى نشوب عدة حرائق في المنطقة، بالإضافة إلى رداءة توصيل الأسلاك داخل المنازل من قبل المقاولين الذين يقومون بوضع أسلاك قليلة الجودة لرخص قيمتها تؤدي مع مرور الوقت وحرارة الجو إلى التماسات كهربائية ينجم عنها نشوب الحرائق. غياب الصيانة المواطن إبراهيم السيد يرى أن غياب الصيانة على المولدات والمحولات الكهربائية بصفة دورية سبب آخر لمشكلة الانقطاع المتكرر، ويضيف أن الأسلاك الكهربائية الموصلة للمنازل في بعض القرى قد غطتها النباتات واكتستها الأعشاب في ظل غياب فرق الطوارئ عن صيانتها، مشيرا إلى أن الأهالي يخشون على أنفسهم عند محاولة أزالتها من التعرض لصعقة كهربائية قد يدفع ثمنها الشخص حياته لا سمح الله. خطر قائم عبد الله الشقيفي يشير إلى أن اقتراب أسلاك الضغط العالي من المنازل والمساجد والمحلات التجارية يشكل خطرا على الأهالي، حيث توجد دراسة علمية تؤكد أن الأطفال الذين يقطنون في منازل تقع أسلاك الضغط العالي بالقرب منها هم عرضة للإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا) إحدى عشرة مرة من غيرهم. وأبان شايع حسن أن العديد من السكان حفيت أقدامهم من المراجعات المستمرة لشركة الكهرباء بالقنفذة بهدف إزالة المحولات القابعة بالقرب من منازلهم والتي تبعد عنهم عدة أمتار ما يجعلها قنابل موقوته تهدد حياة الأسر في تلك المنازل. وأضاف، رغم تلك التصريحات من مسؤولي الكهرباء عبر وسائل الإعلام إلا أن مشكلة الانقطاعات المتكررة ما زالت تؤرق الأهالي صباح مساء. تخفيف الاحمال من جهته صرح مصدر مسؤول في شركة الكهرباء أن الشركة تنفذ عدداً من المشاريع الحيوية في مركز حلي لتخفيف الأحمال على المولدات، كذلك فصل القرى عن بعضها من خلال خطوط توصيل خاصة لقرى حلي شرقها وغربها وشمالها وجنوبها. ونفى المصدر أن تكون الصيانة غائبة، مشيرا إلى أن الفرق تقوم بصيانة دورية على المحولات وخطوط التوصيل على مدار العام. وأضاف أن بعض الأهالي يقومون بزراعة بعض النباتات التي تنمو مع الأيام وتغطي أسلاك الضغط العالي والمولدات على الرغم من تحذيرهم بخطورة الأمر، مؤكدا على أن بعد الانتهاء من المشاريع ستنتهي مشكلة الانقطاع المتكررة في حلي.