يعتبر عدم توافق الزوجة مع أهل الزوج من أبرز العوامل المؤدية إلى الطلاق في العصر الراهن، خاصة إذا ما كانت «الحماة» تفرض سطوتها وتحاول التدخل في الشؤون الخاصة بين ابنها وزوجته ما يؤدي إلى انعكاسات سلبية على مستقبل الأسرة يهدد باستمرارها دون منغصات. وفي محاولة للهرب من سطوة الحموات أصبح العديد من الفتيات يرفضن السكن في منزل أهل الزوج ويفضلن الارتباط بشخص يمتلك منزلا مستقلا للابتعاد عن المشاكل وحفاظا على الخصوصية بين الزوجين. تقول أم صالح تحولت حياتي إلى جحيم بسبب تدخل حماتي السافر في كل ما يخصني وزوجي وحتى أبنائي، وبحكم أنني أقطن معها في ذات المنزل فهي تراقبني طيلة الوقت وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة. وأضافت لدي الآن 3 ضرات الأم إضافة إلى ابنتيها، ولأن زوجي تربطه علاقة قوية بهن فهو لا يتوانى عن فعل أي شيء لإرضائهن، وأصبحت لا أعرف كيف أحل خلافاتي مع زوجي أم التفت إلى تربية أبنائي أم أتجنب مشاكل أهل زوجي التي لاتنتهي، كل ما أتمناه هو أن ننتقل أنا وزوجي إلى منزل مستقل حتى تستمر حياتنا بهدوء بعيدا عن المشاكل وإلا فالطلاق أرحم من هذه الحياة التي أرهقتني. وينظر طلال إلى الموضوع من ناحية أخرى أكثر إيجابية إذ يرى أن إقامة الزوجة مع أهل الزوج تساهم في زيادة الألفة والمودة بين الطرفين، وتقوية أواصر العلاقة والوشائج بين الأسرتين، ومع مرور الأيام يصبحون أسرة واحدة بمعنى الكلمة إذ يربطهم «السكن» فوق رابطة النسب. ويخالفه الرأي حمود العنزي بقولة إن الابتعاد عن الأهل سواء أهل الزوج أم أهل الزوجة هو الأفضل والأضمن في حال الرغبة بالاستقرار وبناء حياة زوجية سليمة تضمن لك نوعا من احتواء المشاكل والسيطرة عليها دون تدخل من أحد. ويشير سعود اليامي (معلم تربية بدنية) إلى أنه يعيش هذه المشكلة ويعاني الأمرين بالرغم من أن «حماته أم زوجته» تعيش بعيدا عنهم نحو 600 متر إلا أن المشاكل تنهال عليه مثل القنابل من تدخلها المستمر وهو يحاول جاهدا أن يعيش سالما مع أولاده، ويستطرد اليامي أن زوجته ساذجة ولا تمتلك شخصية لصناعة قرار وتتأثر بكل ما تقوله والدتها. فيما تقول خلود أحمد (طالبة في قسم الدراسات الإسلامية) أمرنا الإسلام بالمودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف، مشيرة إلى أنها لن تحكم على وضع لم تعايشه بعد، فهي غير متزوجة ولكنها ترى أن على الزوجة في حال سكنت مع «أسرة الزوج» أن لا تنظر إلى الموضوع من جانب واحد فقط، فكما هناك سلبيات ستكون هناك إيجابيات ولكن عليها أن تتحلى بنوع من الصبر ومحاولة التأقلم مع الوضع الجديد ويكفي أن أسرة الزوج فتحت بابها لتحلي أميرة على قلب زوجك ويعود الأمر عليك في كسب مودتهم ومحبتهم بالحسنى بالتالي ستكسبين زوجا محبا وحياة سعيدة خالية من الكدر. ويفضل تحسين يعقوب السكن بعيدا عن أسرة الزوج والزوجة، وقال عموما الأمر يخضع لطبيعة الأشخاص فالبعض يفضل حياة العائلة الكبيرة. أما أم فوزية فترى أنه لا يوجد منزل خاليا من المشاكل والمنغصات سواء كان مستقلا أم مع أسرة الزوج، وتقول: أنا عايشت الوضعين، ففي بداية زواجي كنت أقطن مع أهل زوجي وكانت مشاكلي والاختلافات لا تنتهي، والآن أعيش في منزل مستقل ولدي ست بنات ومازالت تطالنا المشاكل، سواء من داخل البيت أو من أهل زوجي، لكن قدر الإمكان يجب على الأزواج القيام بمسؤولياتهم ومراعاة مشاعر بعضهم وعدم التركيز على السلبيات والمعاملة بالحسنى. وتقول أم النورين «لو عاد بي الزمان إلى الوراء لما وافقت على السكن عند أهل زوجي مهما كان في زوجي من ميزات.. بعد خمس سنوات من المعاناة المريرة خرجت من عند أهل زوجي بحصيلة من الأمراض العضوية والنفسية، وأنا الآن مستقلة بمنزل أنا وزوجي وبناتي».