ولد مزعل سلطان الذايدي أحد أبرز رجال الأعمال في الحدود الشمالية عام 1354 ه، وعاش لفترة قصيرة في هجرة أم الضيان على بعد 100 كلم من عرعر، قبل أن ينتقل إلى مدينة عرعر نفسها ليستقر فيها وكانت هذه الخطوة بداية انطلاقته إلى عالم المالي والاقتصاد، بعد أن شق طريقه وسلاحه الصدق والأمانة دون أن يعتمد على أو يعول على أحد سوى الله سبحانه وتعالى، وكان الوحيد من أبناء الذوايد الذي امتلك سيارة من طراز 1952م، وكانت هذه المرحلة نقلة تحول كبيرة في حياة الذايدي، إذ يصفها بالقول: كنت أعيش في البادية وفي هذه الفترة هلك الحلال فبعت ما تبقى منها وقررت الرحيل ونزلت عرعر في العام 1384ه. وأضاف: استمريت في تجارة الماشية وجلبها من الأردن وسورية والعراق بيعا وشراء .. والتجارة توفيق من الله وفرص تحتاج للجرأة والشجاعة ومن هذه الفرص أن سليمان الراجحي كان قد بدأ مشروعه في بسيطاء، وكان يريد من يجلب له ماشية، وذكرني عنده أحد الرجال وأثنى على عنده، فاتفقنا على أن أجلب له الأغنام، دون استلم ثمنها حتى أسلمها له، وما ينفق منها في الطريق أتحمله أنا. وزاد: بناء على هذا الاتفاق قمت بتوريد كمية كبيرة من الأغنام له من الأردن وكسبت ثقة الراجحي وكانت هذه الاتفاقية مفتاحا للرزق الوفير. وحول قصته مع تجارة السيارات قال الذايدي: تجارتي في قطاع السيارات أيضا كانت توفيقا من الله عز وجل، ففي إحدى السنوات كنت متوجها للحج وتعرفت على أحمد الجفالي (رحمه الله) ومن تلك المعرفة بدأت تجارتي في السيارات فكنت أجلب سيارة أو سيارتين في الشهر، إلى أن كسبت الثقة ولله الحمد وأصبحت وكيلا للجفالي في كامل منطقة الحدود الشمالية، وفي البدايات كنت أشتري السيارات من الجفالي دون أن أدفع ثمنها، بناء على ثقة أحمد الجفالي بي، وبعد بيعيها أسدد كامل المبلغ. وقال: أذكر أنه في إحدى المرات وصل المبلغ المستحق للشيخ أحمد الجفالي نحو أربعة ملايين ريال، لم يطلبها أبدا ولم يتوقف عن دعمي من خلال التسديد الآجل، ومكنني الله ولله الحمد أن أسدد كامل المبلغ المستحق، بعدها قابلته وشكرته على وقفته ودعمه لي. وعرج الذايدي، على تجارة مواد البناء وقال: لم أخض هذا القطاع، وإنما فقط تعاقدت مع شركة لبناء مباني الحرس الوطني في عرعر لجلب الأسمنت لها من العراق وأبيعه عليهم بهامش ربح أقل من ريال على الكيس الوحد. وذاكرة الذايدي لا زالت تختزن الكثير مما مر به أهالي عرعر خلال حرب 67، ويذكر مقاطع أو أجزاء منها وخاصة عندما تعطلت الطرق البحرية وخصوصا قناة السويس مما سبب ندرة في المعروض من السلع الأساسية والضرورية بالقول: كنت وقتها قد جلبت 1000 كيس من الرز وألف أخرى من السكر من الكويت بهدف المتاجرة، حتى وصل سعر كيس السكر والرز إلى 250 ريالا، ورفض التجار البيع إلا بهذا السعر فقمت أنا بعرض ما لدي وبعت كل ماجلبته بربح وفير ودون أن أبالغ في الأسعار، فبعت ولله الحمد كامل الأكياس وأذكر أن الشرطة في ذلك الوقت وقفت على باب محلي لتنظيم الناس بسبب الازدحام الكبير. وقال: التجارة وإن كانت فرصا إلا أنه ينبغي للتاجر أن يراعي ظروف بلاده ومواطنيه. والتاجر يحتاج لتوفيق الله وإلى المغامرة أحيانا، فقد توجهت للكويت عام 1975م وهناك وجدت (حديد خردة) يسمى سكراب الصقعبي وتحوي الكثير من قطع السيارات المستعملة، وكان بحوزتي وقتها نحو 20 ألف ريال، فقال لي صاحب البضاعة: حمل من هذه القطع بسعر 200 دينار للشاحنة الواحدة ! وفعلا حملت خمس شاحنات بقطع مختلفة ب 1000 دينار ثم توجهت لعرعر وبدأت بتصريف الحمولة حتى أن البعض لامني كثيرا على المغامرة وبعد أن جنيت أموالا طائلة من الصفقة عرف الجميع أنني كنت على حق. وهنا يقول الذايدي، عملت في تجارة الأغنام وتجارة المواد الغذائية والسيارات وكان الصدق في التعامل طريقي ولله الحمد لكسب ثقة كل من أتعامل معهم وأبرزهم الشيخ سليمان الراجحي والشيخ أحمد الجفالي وكثير من التجار على مستوى المملكة. الذايدي الذي يحظى بتقدير واحترام ومحبة أهالي الحدود الشمالية هو أب لعدد كبير من الأولاد والبنات منهم رجل الأعمال، الضابط، المهندس، والموظف الحكومي وحتى الطالب، وهم يخدمون الوطن في مجالات عدة، سالكين نهج والدهم في التعامل مع الآخرين بالتقدير والاحترام والعمل بصدق وأمانة.