يتميز شهر رمضان الكريم في المملكة عن باقي الدول الإسلامية، بطابعه الروحاني المميز بعاداته الإسلامية الأصيلة، فهناك وافدون غير مسلمين ومع حلول شهر رمضان يكون بعضهم في حرج من أمرهم بسبب منع الأكل والشرب في الأماكن العامة وذلك بقرار من وزارة الداخلية، تقديرا لمشاعر المسلمين. «عكاظ» سلطت الضوء على العمالة الوافدة بالمملكة واستطلعت آراء بعض العاملين للتعرف على أوضاعهم خلال هذا الشهر الكريم. ويروي دوناتو «فلبيني الجنسية»، أنه يعيش في المملكة منذ ما يقارب 15 عاما، واعتاد على مشاهدة المسلمين في شهر رمضان وأسلوب حياتهم وعملهم، كما أنه كون علاقات جيدة مع المسلمين من السعوديين وغيرهم. وأضاف أنه يحرص وأصدقاؤه من غير المسلمين على تغيير موعد تناولهم للطعام من الوقت المعتاد في النهار ليصبح في شهر رمضان في ذات الموعد الذي يتناول فيه المسلمون وجبتي الإفطار والسحور، مؤكدا أنه يشعر بسعادة كبيرة بحلول شهر رمضان المبارك رغم أنه غير مسلم، لأنه يجد الناس أكثر إنتاجا في العمل في هذا الشهر، ويرى احتفال المسلمين بهذا الشهر بشكل ملفت، وخاصة في تجمعات الناس حول وجبة الإفطار مع حلول أذان المغرب. ويقول جون «من الفلبين»: «رغم أنني غير مسلم إلا أنني أحترم الدين الإسلامي والمسلمين، وذلك عندما أرى عموم المسلمين يتعاملون بروحانية مختلفة عن بقية الأشهر، وتبرز مظاهر هذه الروحانيات بالاجتماع على السفرة الرمضانية وبشكل ملفت، حيث يجتمع فيها الجميع من كافة الجنسيات». وأكد جون أنه يراعي مشاعر المسلمين هو والكثير من غير المسلمين في الرياض، فلا يمكن أن يتناول الطعام أو الماء أمام الناس، بل إن الأمر يعتبر لهم وكأنهم في صيام فهم في يعودون أنفسهم على تناول الطعام بعد أذان المغرب من كل يوم. من جانبه، قال الوافد راج «بنغلاديشي الجنسية»، إنه يعيش في المملكة منذ سنوات ويمارس عمله بشكل طبيعي في أحد المراكز الصحية الخاصة، مشيرا إلى أنه يقدر مشاعر زملاءه في العمل لذلك يتحاشى الأكل أو الشرب أمامهم، وأنه يكون شبه صائم خلال النهار، مضيفا أن شهر رمضان فيه روحانية جميلة بالمملكة، من خلال الخيام الرمضانية وإعطاء الأكل للفقراء ومشاركة الجميع بذلك، مؤكدا أنه يعيش يومه بشكل طبيعي دون تغيير، حتى أنه يشارك زملاءه بالعمل في الإفطار في المركز. فيما يقول جورج «نيبالي الجنسية»، وهو عامل في أحد محلات بيع الأدوات الكهربائية، إن شهر رمضان يختلف عن بقية أشهر السنة بعاداته وتقاليده، مضيفا أنه حين قدم للمملكة لم يكن يعرف شيئا، وبدأ التعرف على تلك العادات والالتزام بالأنظمة والقوانين، وذلك بمراعاة مشاعر المسلمين في الشارع والعمل والسكن، حتى بدأ بمشاركتهم بأكلهم وطقوسهم بشكل طبيعي. وقال بارت هابن «هندي الجنسية» وديانته هندوسي: «أعيش في المملكة منذ عامين، وقبلها كنت في الإمارات العربية المتحدة، شاهدت المسلمين هناك وهم يصومون شهر رمضان، وعرفت من خلال الموظفين الذين أعمل معهم في نفس الشركة طريقة حياة المسلمين وكيف يمارسون الصيام والعبادة». وأضاف: «في العام الماضي حضرت صيام المسلمين بالرياض، وأعجبني كثيرا طريقة العمل في شهر رمضان، وتعامل المسلمين في هذا الشهر، وشاهدت أيضا أن غير المسلمين هنا تعودوا على أسلوب العمل والحياة في رمضان، وكذلك في عملية التزام غير المسلمين بعدم الأكل والشرب في النهار، وعرفت هذا الأمر والتزمت به، ولهذا سيكون شهر رمضان هذا العام كما هو الحال في العام الماضي ليس غريبا علي العمل والحياة وممارسة المسلمين لعبادتهم». وأشار أليكس «سيرلانكي الجنسية» ويعمل بأحد محال بيع القطع الكهربائية، إلى أنه يعيش في المملكة منذ 10 سنوات مرت خلالها شهور رمضان عليه بشكل طبيعي، لأنه لا يجرح مشاعر المواطنين أو الوافدين المسلمين الذين يتعاملون معه من خلال زيارته في المحل وقضاء حاجاتهم، مؤكدا أنه يقوم أحيانا بالذهاب للخيام الرمضانية المنصوبة والتي يوجد بها الطعام، ولم يجد من يسأله عن دينه أو يمنعه من المشاركة في الطعام. ويضيف: «شهر رمضان من خلال متابعتي وعيشي في المملكة أجده شهرا يكثر فيه عمل الخير والمحبة والصلاة». من جانبه، يروي جيس ريل «من الفلبين» وديانته مسيحي: «أعمل في السعودية منذ أكثر من عامين، وقد وجدت بيئة العمل هنا مميزة، وقد فهمت جيدا أن الناس هنا من المسلمين يحترمون غير المسلمين رغم كل ما يتردد في بعض وسائل الإعلام الغربية عن المسلمين». وأضاف: «في شهر رمضان تعرفت بشكل جيد على أدق التفاصيل عن حياة المسلمين في هذا الشهر، وحرصهم على استقباله سواء في توفير بعض المأكولات الخاصة في رمضان، أو في صلاة التراويح، وحتى في تعامل الناس مع بعضهم في العمل في الشارع»، مشيرا إلى أنه يشعر براحة كبيرة بالعمل في رمضان بسبب تقليل ساعات العمل إلى ست ساعات، وهذا أمر جيد - على حد قوله.